الرتبة : ادارة الموقععدد المساهمات : 1203Level : 2104Like : 5تاريخ الميلاد : 29/05/1988 تاريخ التسجيل : 20/12/2010 العمر : 36 المزاج : مزاج طبيب أسنان ممارس
موضوع: وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجهاز البولي 26/03/12, 09:16 pm
وفي أنفسـكم أفــلا تبصــرون الجهاز البولي
رسم يظهر الجهاز البولي للانسان
الدكتور منصور أبوشريعة العبادي يلعب الجهاز البولي دورا بالغ الأهمية في جسم الإنسان فبتعطله عن العملفإن حياة الإنسان لا يمكن أن تستمر إلا إلى أيام معدودة. ويعتبر العلماءالكلية التي هي أهم مكونات الجهاز البولي أعجوبة بيولوجية بعد أن تمكنوامن معرفة تركيبها وآليات عملها والوظائف المتعددة التي تقوم بها بكفاءةمنقطعة النظير. إن الكلية لا يعرف الإنسان قدرها وأهميتها إلا بعد أنتتعطل ولا تتمكن من القيام بوظائفها مما يؤدي بصاحبها إلى الموت المحققفيما سبق من العصور. أما في هذا العصر فإنه بالإمكان استخدام الكلىالصناعية أو ما يسمى بغسيل الكلى لإنقاذ حياة الشخص حيث يلزم المريضمراجعة المستشفى عدة مرات في الأسبوع ليتم معالجته بهذه الكلية الصناعيةلعدة ساعات متواصلة في كل مراجعة. إن من يتفكر في تركيب الجهاز البوليوالوظائف التي يقوم بها يوقن تماما أن الذي قام بتصميمه خالق لا حدودلعلمه وقدرته وليس كما يدعي الملحدون أنه قد تم بالصدفة وذلك لما فيه منأفكار خلاقة وتصاميم معقدة لا يمكن أن تخطر على بال البشر. فهذه الكليةالتي لا يتجاوز حجمها قبضة اليد تحتوي على مليون وحدة تنقية تسمىالنيفرونات وهي ذات تصاميم عجيبة تمكن العلماء من كشف كثير من أسرارتركيبها وآليات عملها وهم يعملون جاهدين لصنع مرشحات صناعية لأجهزة غسيلالكلى تحاكي النيفرونات في عملها ولكن هيهات هيهات أن يتمكنوا من ذلك وصدقالله العظيم القائل "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)" لقمان. إن الوظيفة الأولى للجهاز البولي هو إخراج بعض أنواع الفضلات التي تنتجهاخلايا الجسم نتيجة للتفاعلات الكيميائية والعمليات الحيوية التي تجريداخلها بلا انقطاع أو ما يسمى بالأيض أو الاستقلاب (Metabolism). وهذهالعمليات إما عمليات بناء (Anabolism) تقوم الخلايا خلالها إنتاج موادعضوية معقدة كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون من مواد عضوية بسيطة تحصلعليها من الجهاز الهضمي وإما عمليات هدم (Catabolism) يتم خلالها تفكيكالمواد العضوية المعقدة إلى مواد عضوية بسيطة للحصول على الطاقة. وتقومالخلايا بإخراج هذه الفضلات إلى السائل المحيط بها ومن ثم يتم جمعهاباستخدام الشعيرات الدموية لتختلط ببقية مكونات الدم المفيدة. إن أول خطوةتلزم لتصميم الجهاز البولي هو معرفة هذه الفضلات وإذا كان البشر بمايملكون من عقول كانوا يجهلون طبيعة هذه الفضلات فكيف يمكن لعاقل أن يصدقأن الصدفة قد تمكنت من معرفتها ومن ثم قامت بتصميم جهاز يمكنه فصل هذهالفضلات بكل سهولة عن مكونات الدم المفيدة وإخراجها خارج الجسم. لقد تمكنالعلماء بعد دراسات مضنية من معرفة أنواع الفضلات التي تنتجها خلايا الجسموذلك بعد أن تمكنوا من التعرف على مكونات الدم وكذلك مكونات البول. وتنقسم الفضلاتإلى نوعين رئيسين وهي الفضلات الكربونية والفضلات النيتروجينية فالفضلاتالكربونية والتي أهمها ثاني أكسيد الكربون فتخرج من خلال الرئتين وأماالفضلات النيتروجيتية والتي أهمها اليوريا والأمونيا وحامض اليوريكوالكريتانين فتخرج من خلال الكلى. وبسبب السمية العالية للأمونيا (Ammonia(NH3)) فإنه من لطف الله بعباده أن الجسم يقوم بتحويلها إلى اليوريا ذاتالسمية الأقل ويتم ذلك في الكبد. ويقوم الجهاز البولي كذلك بتنقية الدم منأي مواد غريبة قد تدخل إلى الجسم عن طريق الجهاز الهضمي أو عن طريق الحقنمن خلال الجلد كالعقاقير والأدوية والمواد المخدرة والسموم بمختلفأنواعها. أما الوظيفة الثانية للجهاز البولي فهي الحفاظ على حجم ثابت للدمفي جسم الإنسان ويتم ذلك من خلال التحكم بكمية الماء الموجودة فيه ولذلكنجد أنه مهما بلغت كمية الماء الذي يشربه الإنسان فإن الكلى تقوم بإخراجالماء الزائد مباشرة وإلا أصيب الإنسان بالتسمم المائي (Waterintoxication). ويحدث التسمم المائي نتيجة لزيادة كمية الماء في الدموبالتالي في خلايا الجسم التي تبدأ بالانتفاخ نتيجة للماء الزائد فيها ممايؤدي إلى اختلال في تركيز مكوناتها وبالتالي فشلها بالقيام بوظائفها. وأماالوظيفة الثالثة فهي الحفاظ على توازن مختلف أنواع الأملاح في الدموبالتالي في الجسم حيث تقوم الكلى بالتخلص من الأملاح الزائدة في الدمبشكل مستمر أو ترسل إشارات لبعض أعضاء الجسم لتزويد الدم بالأملاح عندنقصانها. وأما الوظيفةالرابعة فهي ضبط الأس الهيدروجيني (pH) على قيمة ثابتة وهي 7.4 ويتم ذلكمن خلال زيادة شوارد الهيدروجين (+H) في الدم عند نقصان حموضة الدم وزيادةالبايكربونات (HCO3) عند نقصان قلوية الدم. أما الوظيفة الخامسة فهيالتحكم بضغط الدم حيث تقوم الكلى عند انخفاض الضغط بإفراز هرمون الرينين (Rennin) والذي يقوم بتحفيز مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تعمل علىانقباض الشرايين الطرفية وكذلك زيادة ضخ الدم من القلب مما يؤدي إلىارتفاع الضغط. أما عند انخفاض الضغط فإنها تقوم بإفراز هرمونالبروستاجلاندين والذي يقوم بتحفيز مجموعة من التفاعلات الكيميائية التيتعمل على توسعة الشرايين الطرفية وكذلك تقليل ضخ الدم من القلب مما يؤديإلى انخفاض الضغط. أما الوظيفة السادسة فهي تنظيم معدل إنتاج كريات الدمالحمراء حيث تقوم الكلية بإفراز هرمون الاريثروبيوتين (Erythropiotein) والذييقوم بتنشيط خلايا نخاع العظام لتقوم بإنتاج كميات كافية من الكرياتوترسلها إلى الدم. أما الوظيفة السابعة فهي تنشيط فيتامين-دال وهو المسؤولعن تنظيم امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وترسيبه في العظام. إن فشل الكلى في القيام بهذه الوظائف البالغة الأهمية للجسم تؤدي كماذكرنا سابقا إلى الموت المحقق بعد عدة أيام من حدوث الفشل الكلوي. فبمجردتوقف الكلى عن العمل تبدأ فضلات الأيض بالتراكم في الدم وفي السائل المحيطبالخلايا ويؤدي تراكم اليوريا في الجسم إلى الإصابة بتسمم اليوريا(Uremia) وأول من يتأثر بهذا التسمم الدماغ والجهاز العصبي حيث يصابالإنسان أولا بالخمول وعدم التركيز والرغبة في النوم ثم التشنج ثم الدخولفي الغيبوبة. ويبدأ أيضا عند الفشل الكلوي ارتفاع حموضة الدم والذي يترتبعليه ظهور أعراض كثيرة كالقلق والهيجان وتسارع التنفس واضطراب دقات القلبمما قد يؤدي إلى الموت المفاجئ. ومن الأعراض الأخرى للفشل الكلوي ارتفاعضغط الدم وصعوبة في التنفس نتيجة احتقان الرئتين والإحساس بألم أثناءالتنفس بسبب التهاب الغشاء البلوري المغلف للرئتين نتيجة ترسيب بلوراتاليوريا. ومن الأعراض أيضا جفاف الجلد والأغشية المخاطية في الفم والبلعومويميل لون الجلد إلى السواد و تنميل وخدر وعدم الاحساس في الأطراف. وبما أن الوظيفة الرئيسية للكلى هي تنقية الدم من فضلات الأيض وإخراجها معالبول فلا بد من شرح بسيط لمكونات الدم وكذلك مكونات البول ليسهل شرح عملالجهاز البولي. يتكون الدم من مكونيين رئيسيين وهما خلايا الدم (bloodcells) وتشكل ما نسبته 45 بالمائة والبلازما (plasma) وتشكل ما نسبته 55بالمائة وذلك من حجم الدم الكلي. وتتكون خلايا الدم بدورها من ثلاثة أنواعمن الخلايا وهي خلايا الدم الحمراء (red blood cells) وخلايا الدم البيضاء(white blood cells) والصفائح الدموية (platelets) وهذه الخلايا خالية منالنوى فلذلك لا يمكنها الانقسام ويحصل عليها الدم من مصانع خاصة في جسمالإنسان. أما البلازما وهي المكون السائل للدم وفيه تسبح خلايا الدمفتتكون من الماء والتي تبلغ نسبته 90 بالمائة من حجمها ومن مواد عضويةتبلغ نسبتها 9 بالمائة ومن مواد غير عضوية تبلغ نسبتها واحد بالمائة.فالمواد العضوية تتكون من مواد نافعة وهي بروتينات الدم وخاصة الألبومين(Albumin ) والغلوبيولين (Globulin) والفيبرينوجين (Fibrinogen) وسكرالجلوكوز ( Glucose) وبعض الدهون (Lipid) والأحماض الأمينية والفيتامينات والأنزيماتوالهرمونات. وأما المواد العضوية الضارة والتي تفرزها خلايا الجسم كفضلاتلعمليات الأيض فهي اليوريا (Urea) بتركيز يتراوح بين 110 و 530 ملليغرامفي كل لتر من البلازما والكريتانين (Creatinine) بتركيز يتراوح بين 8 و 12ملليغرام في كل لتر وحامض اليوريك (Uric acid) بتركيز يتراوح بين 3 و 7ملليغرام في كل لتر. أما المواد غير العضوية فهي عبارة عن أملاح مكونة منعناصر مرتبة حسب تركيزها وهي الصوديوم والكلور والبوتاسيوم والكالسيوموالمغنيسيوم والحديد والبايكربونات (HCO3-) بالإضافة إلى غازات الأكسجينوثاني أكسيد الكربون والهيدروجين والنيتروجين. وأما البول وهو ذو لون أصفرفيتكون من الماء حيث تصل نسبته إلى 95 بالمائة من حجم البول ومن اليورياوالتي يبلغ تركيزها في المتوسط 17غرام لكل لتر ومن الصوديوم والذي يبلغتركيزه في المتوسط 2.7 غرام لكل لتر ومن الكلور والذي يبلغ تركيزه فيالمتوسط 4.4 غرام لكل لتر ومن البوتاسيوم والذي يبلغ تركيزه في المتوسط 2غرام لكل لتر ومن الكريتانين والذي يبلغ تركيزه في المتوسط 1.8 غرام لكللتر ومن الكالسيوم والذي يبلغ تركيزه في المتوسط 2 غرام لكل لتر ومن حامضاليوريك والذي يبلغ تركيزه في المتوسط 0.4 غرام لكل لتر. لقد ذكرنا فيما سبق أن أول خطوة لتصميم جهاز يقوم بتنقية الدم من الفضلاتالضارة هو معرفة أنواع هذه الفضلات وكذلك تركيبها الكيميائي وذكرنا كذلكأنه يستحيل أن يتم ذلك بالصدفة. أما الخطوة التالية فهي تصميم هذا الجهازوالذي سيوقن القارئ أنه لا بد وأن يكون جهاز بالغ التعقيد إذا ما ضربنا لهالمثال التالي. فلو أننا قمنا بإذابة ملعقة من الملح وملعقة من السكر فيكوب من الماء فهل بالإمكان فصل الملح عن السكر من هذا المحلول باستخدامجهاز ما. ومن الطبيعي أن غالبية الناس بما في رؤوسهم من عقول لا يمكنهم أنيقوموا بتصميم مثل هذا الجهاز وربما قالوا أن عملية الفصل هذه قد تكونمستحيلة. أما المختصون في علوم الكيمياء والأحياء فمن خلال دراستهمللمحاليل وأنواعها والطرق المستخدمة لفصل المواد المذابة فقد يتمكنوا منتصميم مثل هذا الجهاز والذي قد يكون بالغ التعقيد. وإذا كان هذا هو الحالمع هذه المحلول البسيطالذي يحتوي على نوعين فقط من المواد فلا بد أن يكون الجهاز المراد تصميمهلتنقية الدم من الفضلات الضارة بالغ التعقيد ولا بد أن يبنى على أسس علميةمحددة ويحتاج إلى مصمم عليم وخبير. لقد تمكن العلماء بعد تشريح الكلية ودراسة مكوناتها من العثور على هذاالجهاز العجيب الذي بمكنه القيام بمعظم وظائف الجهاز البولي التي ذكرناهاآنفا بكل سهولة وبكفاءة عالية. وهذا الجهاز هو آية من آيات الله في الخلقفقد تم تصميمه بناءا على أسس علمية لم يتمكن العلماء من معرفتها إلا بعددراسة مضنية لطريقة عمله ولا زالوا يجهلون الكثير عن الآليات التييستخدمها للقيام بهذه الوظائف المتعددة. وعلىالرغم من تعقيد تركيب هذا الجهاز إلا أنه من الصغر بحيث لا يرى بالعينالمجردة وقد أطلق العلماء على هذا الجهاز اسم الوحدة الكلوية أو الكليونأو النيفرون (Nephron). يتكون النيفرون من أنبوب دقيق بسمك الشعرة ويبلغطوله ثلاثة سنتيمترات وأحد جانبيه مغلق والآخر مفتوح حيث يبدأ الجانبالمغلق في منطقة قشرة الكلية بجزء منتفخ مزدوج الجدار يسمى محفظة أوكبسولة بومان (Bowman's Capsule) بينما ينتهي الجانب المفتوح بالأنبوبةالمجمعة. ويتكون الجدار الداخلي للمحفظة من خلايا طلائية بسيطة (Simpleepithelial cells) بينها مسامات تسمح بمرور معظم مكونات بلازما الدم ولاتسمح بمرور خلايا الدم والبروتينات لكبر حجمها. ويوجد في داخل هذه المحفظةشبكة كثيفة من الشعيرات الدموية تبدو على شكل كبة صغيرة تسمى الكبيبة(Glomerulus) حيث تتفرع هذه الشعيرات من شريان صغير يسمى الشرين الوارد(Afferent Arteriole) والذي يتفرع بدوره من أحد فروع الشريان الكلوي الذييحمل الدم إلى الكلية. إن الشعيرات الدموية في الكبيبة تتحد مرة ثانية وهيفي داخلها لتخرج على شكل شريان صغير يسمى الشرين الصادر (EfferentArteriole) وهو أصغر قطرا من الشرين الوارد لحكمة بالغة سنبينها فيمابعد.وعندما يخرج الشرين الصادر من المحفظة يبدأ بالتفرع إلى شعيرات دمويةتلتف حول الأنبوب ثم تتحد لتكون وريد صغير يتحد مع البقية ليكون الوريدالكلوي. ويطلق على محفظة بومان وما تحويه من كبيبة الشعيرات الدموية اسمحويصلة مالبيجي (malpighian corpuscle) أو الحويصلة الكلوية (renalcorpuscle). وقد تم تحديد ثلاث مناطق مميزة على طول الأنبوب فالمنطقةالأولى هي الأنبوبة الملتوية الدانية (Proximal Convoluted Tubule) وهىأنبوبة دقيقة ملتوية وسميتبالدانية لوقوعها بالقرب من كرية مالبيجي وتوجد هذه الأنبوبة في قشرةالكلية وتبدو عند تشريح الكلية على شكل حبيبات. أما المنطقة الثانية فهيأنبوبة دقيقة على شكل حرف u تسمى عروة هنلي (Henle's Loop) وتقع في نخاعالكلية وتتكون من فرعين فالفرع النازل له قطر أصغر من قطر بقية الأنبوبأما الفرع الصاعد فنصفه السفلي له نفس قطر الفرع النازل بينما نصفه العلويفله نفس قطر بقية الأنبوب. أما المنطقةالثالثة فهي الأنبوبة الملتوية القاصية (Distal Convoluted Tubule) وتوجدفي منطقة القشرة وسميت بالقاصية لوقوعها بعيداً عن كرية مالبيجي وهي تصبفي الأنبوبة المجمعة. والأنبوبة المجمعة (Collecting Tubules) هي أنبوبةمستقيمة تصب فيها الأنابيب الملتوية البعيدة لعدد من النيفرونات وتوجد فيمنطقة النخاع وتتجمع هذه الأنبوبة مع أنابيب مجّمعة أخرى لتكون أنابيبأكبر تصب في النهاية في حوض الكلية. وفي الوحدة الكلوية أو النيفرون تتم عملية تنقية الدم من الفضلات الضارةعلى مراحل فالمرحلة الأولى تتم في كرية مالبيجي حيث يتوزع الدم القادم منالشرين الوارد في الشعيرات الدموية الكثيرة في الكبيبة ويرتفع ضغطه إلى 50ملليمتر زئبق مقابل 30 ملليمتر زئبق في الشعيرات العادية وذلك بسبب أن قطرالشرين الصادر من الكبيبة أقل من قطر الشرين الوارد إليها. وبسبب ارتفاعضغط الدم في هذه الشعيرات الدموية ورقة جدرانها فإن نسبة كبيرة من مكوناتبلازما الدم باستثناء البروتينات وخلايا الدم ستترشح من سطحها لتصب فيالمحفظة ومنها إلى الأنبوب ويسمى السائل الذي يدخل الأنبوب بالراشح(filtrate).
وتسمى هذهالمرحلة من الترشيح بالترشيح الفائق (Ultra-filteration) حيث ترشح نسبةكبيرة من الفضلات الضارة وهي اليوريا وحامض اليوريك والكريتانين وكذلكالمكونات النافعة وهي الماء وسكر الجلوكوز والأحماض الأمينية والأملاحالمختلفة. وتتجلى لنا قدرة الخالق سبحانه وتعالى في تصميم كرية مالبيجيللحصول على هذا الترشيح الفائق وذلك من خلال آليتين وهي أولا تفريع الشرينالوارد إلى عدد كبير من الشعيرات الدموية لزيادة مساحة سطح الترشيح وثانيامن خلال تضييق الشرين الصادر من الكبيبة وذلك لزيادة ضغط الدم في الشعيراتمما يدفع البلازما للخروج من مسامات الشعيرات الدموية. إن إختيار عددوأطوال الشعيرات في الكبيبة وكذلك نسبة قطري الشرين الوارد والصادر يجب أنيتم بتقدير بالغ بحيث لا يتم خروج جميع بلازما الدم من الكبيبة بل يجب أنتبقى كمية كافية من البلازما لحمل بقية مكونات الدم التي لا يمكنها الخروجكخلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح والبروتينات وإلا لتجلط الدمالمتبقي ولانسدت الشرايين. أما المرحلة الثانية من الترشيح فهي الترشيحالاختياري (Selective filtration) أو ما يسمى أيضا عملية إعادة الامتصاص(Reabsorption) والتي تتم في في المناطق الثلاث لأنبوب النيفرون وفيالأنبوبة المجمعة. إن وظيفة هذا الترشيح الاختياري هو إخراج جميع مكوناتالبلازما المفيدة من الأنبوب ليتم إعادة امتصاصها من قبل الشعيرات الدمويةالملتفة حوله والإبقاء على الفضلات الضارة وهي مكونات البول داخله وهنايكمن السر الأكبر في عمل النيفرون. ولقد تمكن العلماء من كشف تركيب هذاالأنبوب العجيب والآليات التي يستخدمها للقيام بهذه الوظائف المتعددة بكلكفاءة على الرغم من أنه يبدو في الظاهر أنبوب بسيط التركيب. لقد اكتشفالعلماء أن الخلايا المستخدمة في بناء جدار كل جزء من أجزاء الأنبوبالثلات التي شرحناها آنفا عبارة عن خلايا متخصصة يمكنها التحكم بنوعالمكونات التي تمر من بينها ولكل جزء من الأنبوب خلاياه الخاصة. وتتمعملية خروج المكونات المفيدة من الأنبوب بأحد طرق ثلاث وهي النقل السلبي(passive transport) أو الأسموزي (osmosis) حيث تنتقل المواد من الوسطالأعلى تركيزا إلى الأقل تركيزا. أما الثانية فهي النقل الفعال (activetransport) وهي نفس الطريقة المستخدمة في غشاء الخلايا الحية حيث يمكنللمواد أن تنتشر من التركيز الأقل إلى الأعلى مع بذل قدر من الطاقة للقيامبذلك. أما الطريقة الثالثة فتعتمد على التحكم بسعة فتحات مسامات الأنبوبباستخدام بعض أنواع الهرمونات. ويلعب التصميم البديع لعروة هنلي دورا مهمافي قيام النيفرون بوظائفه فالفرع النازل من العروة يسمح بخروج الماء منهولا يسمح بمرور الملح بينما يعمل الفرع الصاعد عكس ذلك. وبسبب الاختلاف فيتصميم الفرعين فإنه يؤدي إلى تكون تدرج (gradient) في تركيز الأملاح حولهابحيث يكون تركيز الملح فيه عاليا في الأسفل وهي منطقة نخاع الكلية وخفيفافي الأعلى في منطقة القشرة مما يساعد على إعادة امتصاص الماء من الأنبوبةالمجمعة. ويتم إعادة امنصاص نسبة كبيرة قد تصل إلى 75 يالمائة من مكوناتالدم المفيدة كالماء والأملاح والأحماض الأمينية والسكر والفيتامينات فيالأنبوبة الملتوية الدانية. وبمجرد خروج هذا المواد خارج الأنبوبة فإنالشعيرات الدموية الملتفة حول الأنبوبة تقوم بامتصاصها وإعادتها إلى الدم.أما الجزء النازل من عروة هنلي فيسمح بمرور الماء إلى خارجه بفعل النقلالأسموزي ولكن لا يسمح بخروج الأملاح وبالتالي فإن الراشح يفقد الماء عبرجدار الأنبوب إلى خارجها مما يؤدي إلى زيادة تركيز المواد المذابة فيهكلما نزل إلى الأسفل أما الجزء الصاعد من العروة فيسمح بخروج الأملاح منالأنبوب من خلال الانتشار أو النقل الفعال. أما الأنبوبة الملتوية البعيدةفتعمل على امتصاص الماء والأملاح بطريقة محكومة بحيث تحافظ على توازنكمياتها في الدم كما سنبين ذلك لاحقا وتعمل كذلك على إدخال بعض المكوناتمن الدم كالبوتاسيوم وشوارد الهيدروجين إلى داخل الأنبوبة لأغراض ضبطتركيب الدم أو تخليص الدم من بعض المواد الضارة كالأمونيا ومخلفاتالعقاقير والسموم من خلال النقل النشط. وعندما يصل الراشح إلى الجزءالعلوي من الأنبوبة الجامعة يكون قد أعاد معظم المواد المفيدة كالماءوالأملاح وغيرها إلى الدم ويعتبر الراشح في هذه الحالة أقرب ما يكون إلىالبول. وخلال مرور الراشح في الأنبوبة الجامعة فإنه بالإمكان إعادة كميةمن الماء إلى الدم تحت تأثير الهرمون المضاد للتبول (Antidiuretichormone) مما يرفع من تركيز الراشح ويتحول إلى بول صرف أما في غياب هذاالهرمون فإن الماء الموجود في الراشح لن يخرج من الأنبوبة ويصبح البولخفيف التركيز. ويتم الحفاظ على حجم ثابت للدم في جسم الإنسان من خلال التحكم بنفاذيةالخلايا الموجودة في جدار الأنبوبة المجمعة للبول باستخدام الهرمون المضادللادرار (anti-diuretic hormone) والذي تفرزه الغدة النخامية (pituitarygland). وتستخدم التغذية الراجعة السالبة (negative feedback) للتحكم بحجمالدم حيث تقوم النهايات العصبية لما يسمى منظمات الحلولية(osmoregulators) الموجودة في منطقة تحت المهاد (hypothalamus) في الدماغبقياس تركيز الملح في الدم فإذا كان عاليا تعطى الأوامر للغدة بإفراز هذاالهرمون في الدم وعند وصوله إلى الكلية فإنه يقوم بزيادة نفاذية جدارالأنبوبة الجامعة فيتم امتصاص جزء من الماء الموجود في البول ويعيده إلىالدم. إما إذا كان تركيز الملح منخفضا فهذا يعني زيادة كمية الماء في الدمولذا فإن الأوامر تصدر من الدماغ لوقف إفراز الهرمون فتقل نفاذية جدارالأنبوبة ويخرج الماء الزائد مع البول. أما تركيز الملح في الدم فيتمالتحكم به من قبل هرمون الألدستيرون (Aldesterone) الذي تفرزه الغدةالكظرية والذي يعمل على امتصاص الملح من الأنبوبة الملتوية القاصيةوإعادته إلى الدم ليرفع مستوى الملح في الدم. ويتم التحكم بمستوىالكالسيوم في الدم من خلال إفراز الهرمون الجاردرقي (Parathyroid hormone)من الغدد الجاردرقية (Parathyroid glands) حيث يوجد مستفبلات حساسةلانخفاض الكالسيوم (Calcium-sensing receptors) في نفس الغدة. ويعملالهرمون الجاردرقي عند وصوله للكلية على زيادة امتصاص الكالسيوم من البولوإعادته إلى الدم بينما يقوم هرمون الكالسوتينين (Calcitonin harmone )الذي تفرزه الغدة الدرقية (Thyroid glands) بتخفيض مستوى الكالسيوم فيالدم عند ارتفاعه من خلال وقف امتصاصه من البول. ومنالوظائف البالغة الأهمية للكلى هي ضبط الأس الهيدروجيني (potential forHydrogen (pH)) للدم على قيمة ثابتة. والأس الهيدروجيني هو مقياس لدرجةالحموضة أو القلوية (Acid-Base Balance) في أي محلول وله تدريج يمتد منالرقم 0 ويمثل أشد درجات الحموضة إلى الرقم 14 ويمثل أشد درجات القلوية(القاعدية) بينما يمثل الرقم 7 حالة التعادل كما في الماء النقي. وتبلغقيمة الأس الهيدروجيني للدم وكذلك للسوائل في داخل الخلايا وخارجها 7.4 أيأنها قلوية بعض الشيء وفي مثل هذا الوسط تقوم الخلايا بمختلف عملياتهاالحيوية على أكمل وجه. أما إذا زاد أو نقص الأس الهيدروجيني عن هذا الرقمالسحري فإن عمل الخلايا يبدأ بالاختلال تدريجيا وإذا ما تجاوزت قيمته 7.8أو قلت عن 6.8 فإن الخلايا تتوقف عن العمل وبالتالي موت الإنسان. ويتم ضبطالأس الهيدروجيني عند القيمة 7.4 بشكل بالغ الدقة وبتفاوت لا يتجاوز 0.05درجة رغم دخول كميات كبيرة من المكونات الحامضية والقاعدية إلى الدم منخلال هضم الطعام أو من خلال العمليات الحيوية التي تقوم بها خلايا الجسم.وتتم عملية الضبط باستخدام آليات مختلفة أولها وجود المواد المنظمة(Buffers) في الدم وهذه المواد تعالج التغير المفاجئ في قيمة الأس فتمتصشوارد الهيدروجين (+H) إذا زادت الحموضة أو تطلقه إذا زادت القلوية ومنأهم المواد المنظمة ثاني أكسيد الكربون والبايكربونات. أما على المدىالطويل فإن الكلى والرئتان تتعاونان على تثبيت الأس الهيدروجيني عندالقيمة المطلوبة وذلك من خلال قيام الرئتان بتخليص الدم من ثاني أكسيدالكربون عند زيادة حموضة الدم ومن خلال قيام الكلى بسحب شوارد الهيدروجين(+H) من الدم عند زيادة حموضة الدم أوسحب البايكربونات (HCO3) من الدم عندزيادة قلوية الدم. ومن الوظائف المهمة للكلى هوالتحكم بضغط الدم باستخدامهرمون الأدرينالين (Adrenaline) وكذلك هرمون النورأدرينالين(NorAdrenaline) الذي تفرزهما الغدة الكظرية (adrenal gland) التي تقع فوقالفطب العلوي للكلية. فعند انخفاض ضغط الدم يعمل هذا الهرمون على انقباضالشرايين الطرفية وزيادة ضخ الدم من القلب أما عند ارتفاع ضغط الدم فيعملهرمون () على انبساط الشرايين الطرفية وتقليل ضخ الدم من القلب.
يتكون الجهاز البولي من أربع مكونات رئيسية وهي الكليتان (kidneys)والحالبان (ureters) والمثانة (bladder) والاحليل (urethra). فالكليتانتقعان في الجزء الخلفي من البطن على جانبي العمود الفقري على مستوىالفقرات القطنية العليا والكلية اليسرى تقع في مستوى أعلى قليلا (بمقدارسنتيمتر ونصف) عن الكلية اليمنى بسبب وجود الكبد في الناحية اليمنى منالبطن. والكلية حمراء اللون تشبه حبة الفاصوليا في شكلها وهي بحجم قبضةاليد حيث يبلغ متوسط طولها بين قطبيها 12 سنتيمتر أما عرضها فيبلغ نصفطولها أي 6 سنتيمتر وأما سمكها فيبلغ نصف عرضها أي 3 سنتيمتر وذلك فيالمتوسط. ويتراوح وزن الكلية عند الذكر بين 125 غرام و 175 غرام بمتوسطيبلغ 150 غرام وعند الأنثى بين 115 غرام و 155 غرام بمتوسط يبلغ 135 غرام. ويغلف الكليةغطاء من الشحم يعمل على تثبيتها وحمايتها من الصدمات وكذلك من البرد الذيقد يؤثر على كفاءة العمليات الحيوية التي تقوم بها, وتتكون الكلية من عدةطبقات وهي من الخارج المحفظة وهي طبقة رقيقة زلقة تغلف كامل الكلية. ثمتليها القشرة الكلوية (cortex) والتي تحتوي على الجزء العلوي والأكبر منأجسام النيفرونات وكذلك الشعيرات الدموية التي تغذيها وتلك التي تخرجمنها. ثم يليها لب أو نخاع الكلية (Medulla) ويحتوي على أهرام الكلية(Pyramids) والتي تتجه رؤوسها إلى حوض الكلية وتتكون هذه الأهرام من الجزءالسفلي من أجسام النيفرونات وهي عروة هنلي والأنابيب المجمعة ويمر من بينالأهرامات الشعيرات الدموية التي تتفرع من الشريان الكلوي والوريد الكلوي.وتحتوي المناطق المحيطة بالأهرامات في طبقة النخاع عضلات ملساء تعمل علىعصر الأهرامات لتخرج البول من الأنابيب المجمعة إلى حوض الكلية. أماالطبقة الداخلية للكلية فهي حوض الكلية (pelvis) وهي عبارة عن تجاويفمتعددة تبدأ صغيرة عند رؤوس الاهرامات تسمى الكؤوس الصغيرة (MinorCalices) ثم تلتقي هذه مع بعضها لتكون تجاويف أكبر تسمى الكؤوس الكبيرة(Major Calices) ثم تلتقي هذه لتكون حوض الكلوية. ويدخل الدم إلى الكليةعند سرتها (sinus) من خلال الشريان الكلوي (Renal Artery) الذي يتفرع منالشريان الأبهر البطني (Abdominal Aorat) ثم يعود الدم المنقى من خلالالوريد الكلوي (Renal Vein) والذي يصب في الوريد الأجوف السفلي (inferiorvena cava). وتحتوي الكلية على ما يقرب من مليون نيفرون وهو وحدة الترشيحالأساسية وقد شرحنا تركيبه وآليات عمله آنفا وهي موزعة على أهرامات الكليةالتي يقدر عددها باثني عشر هرما. وبما أن كل نيفرون يدخله شرين دموي واحدوهو الشرين الوارد فإن الشريان الكلوي يجب أن يتفرع إلى مليون شرين لتغذيةالمليون نيفرون. وكذلك هو الحال مع الوريد الكلوي الذي يجب أن يتفرع إلىمليون وريد شعري حيث أن الشرين الصادر من حويصلة مالبيجي بعد أن يتفرع إلىشبكة من الشعيرات الدموية التي تلتف حول أنبوب النيفرون تبدأ بالاتحادلتكون وريد شعري يخرج من كل نيفرون. إن الإنسان ليصيبه الذهول بل إن رأسهليتصدع وهو يفكر في طريقة تمديد هذه الملايين من الأوردة والشرايين بحيثيصل كل منها إلى النيفرون الخاص به وذلك في داخل هذه الكلية التي يتجاوزحجمها قبضة اليد. وإني أشهد وكذلك يشهد كل من أنار الله عز وجل بصيرته أنهذا التمديد لا يمكن أن يقوم بها البشر ولو اجتمعوا له بل لا يقوم به إلاخالق لا حدود لعلمه وقدرته سبحانه وتعالى. وتستلم الكليتان ما نسبته عشرينبالمائة من الدم الذي يضخه القلب وذلك لتنقيته من الفضلات الضارة وتعالجالكليتين في اليوم الواحد ما يقرب من 180 لتر من الدم وتخرج ما معدله لترونصف لتر من البول في اليوم. ويوجد فوق القطب العلوي لكل كلية غدة بالغة الأهمية للجسم وهي الغدةالكظرية (adrenal gland) وهي على شكل طربوش يغطي الجزء العلوي من الكليةويبلغ قطرها خمسة سنتيمترات وتتكون كما في الكلية من قشرة ونخاع ويتفرعلها من الشريان والوريد الكلويان شريان ووريد . وتفرز الغدة الكظرية عددكبير من الهرمونات حيث يفرز من لب الغدة بأمر من الدماغ هرمون الأدرينالين(Adrenaline) وكذلك هرمون النورأدرينالين (NorAdrenaline) والتي تتحكم فيضغط الدم. أما قشرة الغدة فتفرز مجموعة من الهرمونات الستيرودية القشريةفالقشرانيات السكرية كالكورتيزول (Cortisol) تعمل على تنظيم استخدامالغذاء المهضوم والتكييف مع الإجهاد وتخفيف الحساسية وذلك عندما تستثاربهرمون آخر تنتجه الغدة النخامية وهو الهرمون المنشط لقشرة الكظر (AdrenoCorticotrophic Hormone). أما القشرانيات المعدنية كالألدوستيرون(Aldosterone) فيعمل على تنظيم امتصاص الصوديوم والبوتاسيوم في الكليةعندما تستثار من قبل هرمون الرنين (Renin) الذي تنتجه الكلية نفسها. وأماهرمون الغدة الكظرية الأساسي ( Dehydroepiandrosterone ) فيعمل على تقويةالجهاز المتاعي وإصلاح الأنسجة والحد من أمراض الشيخوخة. وتفرز الغدةالكظرية هرمونات جنسية كالهرمونات الذكرية المسماة بالأندروجينات والتيتتحكم ببعض الخواص الجنسية لما قبل البلوغ للذكور والإناث.
أما الحالب فهو أنبوب رفيع يصل بين حوض الكلية والمثانة ويتراوح طوله فيالإنسان البالغ بين 20 و 25 سنتيمتر بينما يبلغ قطره نصف سنتيمتر. ويتكونجدار الحالب من ثلاث طبقات وهي الطبقة الخارجية المكونة من أنسجة ضامةليفية لحمايته من الخارج والطبقة الوسطى والمكونة من عضلات ملساء دائريةوطولية والطبقة الداخلية وهي طبقة مخاطية تفرز مخاطا يحمي الحالب منمكونات البول. وتقوم عضلات الحالب بالانبساط والانقباض بشكل دوري كل ربعدقيقة بحيث تقوم بسحب البول من الكلية وتدفعه إلى المثانة وذلك مهما كانتوضعية الجسم. ويدخل الحالب المثانة من الخلف بشكل مائل في داخل جدارهاوذلك لكي تقوم عضلات المثانة عند امتلائها بالضغط على الحالب فتقومبإغلاقه فيعمل كصمام يمنع رجوع البول إلى الكلية. ولو أن تصميم الحالب قدتم بالصدفة أو حتى لو وكل الأمر للبشر لتصميمه لكان الحالب أنبوبا عاديالا وجود لهذه العضلات الماصة فيه. وفي هذا الحال فإن البول لن يخرج منالكلية إلا إذا كان الإنسان واقفا أما إذا استلقى فإن البول سيتجمع في حوضالكلية وستتوقف عن عملية تنقية الدم ويصاب الإنسان بالتسمم. أما المثانة فتقع في الجزء الأمامي من الحوض وهي عبارة عن غشاء عضلي مجوفلها شكل شبه بيضاوي ويمكنها أن تتسع لكمية من البول تتراوح بين 300 و 400ملليلتر. وجدار المثانة مكون من عدة طبقات فالطبقة الداخلية طلائية تحميأنسجة جدار المثانة من مكونات البول المختلفة تليها طبقات من الأليافالعضلية الملساء ثم الغشاء الخارجي. وهذا الجدار وبسبب التصميم البديعلأشكال العضلات فيه يمكنه التمدد بشكل كبير جدا ويمكنه كذلك التقلص تحتسيطرة الأعصاب القادمة من الدماغ لإخراج البول من المثانه بشكل كامل. ويتمالتحكم بعضلات المثانة من خلال نوعين من الأعصاب وهي الأعصاب الودية(sympathetic) التي تعمل على إرخاء عضلات المثانة والأعصاب غير الودية(parasympathetic) التي تعمل على تقلصها. ويوجد في جدار المثانة كذلكأعصاب حسية (Sensory nerves) تقوم بإرسال إشارات عصبية للدماغ عندما تمتلئالمثانة فيشعر الإنسان بالرغبة في التبول ولكنه لا يبول إلا بإرادته. أماالإحليل (Urethra) فهو الأنبوبة التي تخرج البول من المثانة إلى خارجالجسم ويبلغ متوسط طوله 20 سم في الذكر و 4 سم في الأنثى وتحيط بقسم منإحليل الذكر غدة البروستات. وتوجد في جدار الاحليل عند التقائه بالمثانةالعضلة القابضة الداخلية بينما تحيط به على بعدة عدة سنتيمترات العضلةالقابضة الخارجية حيث تعمل العضلتان كصمامات تمنع خروج البول من المثانةإلا إذا أعطيت الأوامر لهما من الدماغ لينبسطا ويفتحا الاحليل لكي يخرجالبول وذلك بطريقة إرادية. إن وجود مثل هذه الصمامات التي تتحكم بعمليةالتبول عند الإنسان لهو أكبر دليل على أن الذي صنعها صانع خبير حكيم لطيفيهمه سبحانه وتعالى مصلحة الإنسان وهي أن لا يتبول الإنسان على نفسه بشكللاإرادي فتهان كرامته. فمن الناحية البيولجية البحتة كان الأولى أن يرشحالبول بشكل مستمر من خلال حالب بسيط ولا داع لوجود أجهزة معقدة كالمثانةوالاحليل والصمامات وما تحكمها من أعصاب مرتبطة بالدماغ تقوم بحبس البولالضار داخل الجسم لحين إعطاء الأمر بإخراجه.
إن هذه الكلى العجيبة لا يدرك أكثر الناس أهميتها ولا يقدرون حق من خلقهالهم حق قدره إلا إذا تعطلت لا سمح الله عن العمل وفشلت في القيام بوظائفهاالمختلفة. ولقد كان الموت هو النتيجة الأكيدة للشخص الذي تتعطل كلاه عنالعمل وذلك قبل اختراع أجهزة غسيل الكلى قبل ما يقرب من ستين عاما وكذلكقبل ظهور عمليات زراعة الكلى قبل خمسين عاما. إن أجهزة غسيل الكلى الحديثةلا تقوم إلا بوظيفة واحدة أو وظيفتين فقط من وظائف الكلى العديدة التيشرحناها آنفا ولذلك نجد أن الشخص المصاب بفشل الكلى يعاني من أمراض كثيرةبسبب ذلك ولا بد من معالجته بالأدوية بشكل مستمر. و يتكون جهاز غسيل الكليأو بمسمى أصح جهاز تنقية الدم (hemodialysis) من أنابيب ترشيح مصنعة منمادة السيلوفين (Cellophane) يتم غمسها في محلول التنقية (Dialysate)بينما يتم تمرير الدم الذي يؤخذ من أحد شرايين المريض في هذه الأنابيب ومنإرجاعه إلى أحد الأوردة. إن مادة السيلوفين لا تسمح بمرور خلايا الدموالبروتينات من خلالها ولكنها تسمح بمرور الماء والأملاح والفضلات الضارةبالجسم وهي اليوريا والكريتانين وحامض اليوريك. وإذا ما تم ضبط تركيزالأملاح المختلفة في محلول التنقية فإن الفضلات الضارة ستنتقل من الدم إلىالمحلول بسبب تركيزها العالي في الدم وغيابها في المحلول النقي. أما الماءوالأملاح فإنها ستنتقل من الدم إلى المحلول أو العكس وذلك حسب تركيزهافيهما. إن جهاز غسيل الكلى بسيط التركيب إذا ما ما اقتصر على جهاز الترشيح(dialyzer) وهي الأنابيب ولكنه في الواقع جهاز بالغ التعقيد حيث يحتاج إلىمكونات أخرى كثيرة تضمن نجاح عملية الغسيل. فالجهاز يحتاج أولا لمضختينالأولى لضخ الدم من الجسم إلى المرشح والأخرى لضخ المحلول ويحتاج لمكونيضخ مادة تمنع تجلط الدم عند خروجه من الجسم ومكون آخر لمنع دخول الهواءإلى الدم بالإضافة إلى أجهزة المراقبة المختلفة. وعلى الإنسان العاقل أنيقدر نعمة الله عليه بأن جعل في جسمه هاتين الكليتين الصغيرتين اللتينتعملان بلا توقف وبكفاءة عالية طول عمره وصدق الله العظيم القائل "أَلَمْتَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِيالْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَالنَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَاكِتَابٍ مُنِيرٍ (20)" لقمان. المراجع 1- القرآن الكريم 2- مواقع متفرقة على الإنترنت