تشكو
كثيرٌ من الأمهات من تسوس الأسنان اللبنية لأطفالهن ، بل وينظرنَ إلى أن
الوقت مازال باكراً على الدخول في تلك المرحلة المؤلمة والتي تبدو فيها
أسنان الصغير وأضراسه سوداء غير جميلة، والأصعب من هذا كله خوف الطفل من
الذهاب للطبيب والاسترخاء تحت جبروت الآلة "الزَّنانة" ووخزة الحقنة
المُخدِّرة فبالكاد يحتملها الكبار فكيف الأطفال ؟.

فلسطين التقت الدكتور هيثم سامي مطر اختصاصي طب وجراحة الفم والأسنان وأعدت الحوار التالي:


بدايات بلا ألم!
"تسوس الأسنان مرض خطير على الأسنان وفيه يتآكل جسم السنّ
بفضل بعض الجراثيم الموجودة بالفم"..هكذا استهلّ د.مطر حديثه، مضيفاً:"
للأسف الشديد فإن مجتمعنا لا يعطي اهتماماً كبيراً للعناية بالأسنان سواء
كانوا أطفالاً أم كباراً، فالمريض يأتي إلى طبيب الأسنان بعد شعوره بالألم،
وذلك يعني أن نَخْرَ السن قد تعدّى مرحلة التسوس في طبقة المينا".

يبدأ تسوس الأسنان بلا ألم، وهنا بؤرة المشكلة حسب د. مطر، الذي بيَّن
لـِ"فلسطين" أن المريض لا يشعر بأنه يعاني من أية مشكلة في أسنانه، ومع
اقتراب التسوُّس لعصب السن يبدأ الشعور بالألم خاصة في حال تناول الحلويات
والأطعمة أو المشروبات الباردة، ويُتبِع:" يُصاحِب تسوس السِّنِّ أو الضرس
رائحة كريهة للفم نتيجة لتعفن بقايا الطعام المتراكمة على الأجزاء النخرة".



أسباب وراثية وعادات خاطئة
أما عن أسباب تسوس الأسنان اللبنية، فقد أرجعها د. مطر إلى
أسبابٍ وراثية أحياناً وأسباب تنتج عن عاداتٍ خاطئة يمر بها الطفل مثل
الإكثار من تناول المواد النشوية والسكرية والإكثار من تناول الحلويات
و"الشوكولاتة" والبسكويت بين وجبات الطعام، وعوامل أخرى مثل بعض الأمراض
خلال فترة الحمل أو الطفولة(الحصبة)، وشكل الأسنان واعوجاجها من العوامل
المهمة التي قد تؤدي إلى تراكم أجزاء الطعام بين الأسنان ما يؤدي إلى
تسوسها، وهناك أيضاً بعض العادات الخاطئة مثل الإكثار من تناول المشروبات
د. مطر: نظفي لثة الرَّضيع بقطعة قماش حتى قبل بروز السِّن
الغازية والرضاعة عن طريق المصاصة المطاطية خلال فترة النوم حسب ما أخبرَ د. مطر.

ونوّه إلى أن إعطاء الطفل زجاجة الرضاعة التي تحوي السوائل عدة مرات في
اليوم كوسيلة رضاعة ليس بالأمر المستحب، مواصلاً:"وكذلك السماح للطفل
بإبقاء الزجاجة في فمه خلال القيلولة أو أثناء النوم ليلاً قد يسبّب أذى
كبيراً وتلفا لأسنانه، فخلال النوم يقلّ تدفق اللعاب وبالتالي فالسوائل
التي يتناولها الطفل من خلال الرضاعة الصناعية تتجمع حول الأسنان لمدة
طويلة جداً ما يؤدي لتسوسها".

وأوضح د. مطر أن عناصر الكالسيوم والحديد والفسفور من أهم العوامل الهامة
لصحة الجسم وبالتالي صحة ونمو الأسنان، لافتاً إلى أنَّ أي نقص في أحد
المركبات يؤدي إلى خلل في تكوين أو نمو السن وهذا يفسر أن العناية بالأسنان
في ظلّ نقص أحد المركبات لا يعني أن الأسنان لن تتسوَّس.

لكن الغريب أن غالبية الأمهات لا تهتم بنظافة أسنان طفلها اللبنية على أساس
أنها مؤقتة وستتبدل.. وحول تلك النقطة أكَّد د. مطر خطأ هذا الاعتقاد
موصياً الأمهات بقوله:"يجب ألا تهمل الأمهات أسنان أطفالها اللبنية لأن أي
إصابة في جذورها تهيئ بيئة غير ملائمة لظهور الأسنان الدائمة، كما أن
السقوط المبكر للأسنان اللبنية يسبب تشوهات في ظهور الأسنان الدائمة، كما
يجب الاعتناء بتغذية الطفل خصوصاً فيما يتعلق بنمو الأسنان وبُنيتها".


لحماية أسنانه من التسوس
وتجنباً للخوض في تلك المشاكل ينصح د. مطر الأم بتنظيف لثّة
طفلها حتى قبل أن يشق السن اللثة بعد كل رضعة بواسطة منديل معقم أو قماش
ناعم، وألا يترك الطفل وقنينة الحليب في فمه في السرير، ويضيف:"لا تغطي
"اللهاية" بالعسل أو أي طعام حلو حتى يأخذها الطفل، واهتمي بتغذية طفلك
وعوديه على استخدام فرشاة الأسنان بمساعدتكِ، وراجعي الطبيب كل ستة أشهر
على الأقل لمتابعة التغيرات في أسنان طفلك"، وينوه إلى أن البقع البيضاء
الموجودة على السن من المحتمل أن تكون بداية تسوس لذلك يجب استشارة الطبيب
فورا وعدم الإهمال.

المصدر: صحيفة فلسطين