يقصد بالوظائف الإطباقية بشكل عام تلك الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها الأسنان في الفكين، ويمكن تصنيفها في مجموعتين رئيسيتين تدعى الأولى بمجموعة الأفعال الوظيفية المفيدة كالمضغ والبلع والنطق
وتأتي على نقيض من المجموعة الثانية المسماة بالوظائف الشاذة وتتضمن بالإضافة إلى صرير الأسنان (الليلي والنهاري) عض الشفاه والعادات الأخرى ذات المنشأ العصبي والمترافقة بأوضاع غير طبيعية للفلك السفلي وغيرها، وسميت بالشاذة كونها لا تملك أي غاية وقد تكون مؤذية للجهاز الماضغ.
تحدث العظم السنخي والعضلات الماضغة، لكن في الحالات الشديدة نجد أن السحل السنخي قد يبلغ مرحلة شديدة الخطورة سواء على مستوى سن واحد أو جزئي أو معمم على جميع أسنان الفكين، وقد يتسبب في بعض الأحيان بكسر أجزاء من حدبات الأسنان، وهذا قد يترافق غالباً بأذية للأعصاب والأوعية الدموية الموجودة داخل السن (الحجرة اللبية) وقد يؤدي إلى موت العصب داخل هذه الحجرة.
وعلى عكس الأعراض السنية الواضحة لكل من الطبيب والمريض في آن واحد بحيث يمكن تشخيصها بسهولة، تأتي الأعراض على مستوى الجملة العضلية والمفصل الفكي الصدغي والتي تكون أكثر غموضاً في بعض الأحيان وصعبة التشخيص وتؤدي إلى آثار سلبية وخطيرة على مدى الطويل.
طبيعة النوبة
وجدت الدراسات أن نوبة الصرير الليلي تأتي بشكل متقطع وتستمر لفترة خمس دقائق، بما مجموعة 162 دقيقة خلال ساعات النوم، وتكون القوى الناجمة عنها أشد أذى من القوى المعادلة لها والتي تطبق أثناء المضغ الطبيعي كون التقلصات العضلية المرافقة لها أشد أذى وذلك لاستمرارها لفترات طويلة،
فضلاً على أن الاحتكاك بين الأسنان يتم في أوضاع غير صحية مع الإشارة إلى أن هذا الصرير يحدث خلال مراحل مختلفة من النوم لكن النسبة العظمى تحدث خلال المرحلة الثانية من النوم (هي المرحلة التي ينتقل فيها النائم من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة أقرب من حالة اليقظة)، وهذا بمجمله يعتمد على الحالة النفسية والحالة الجسدية العامة للمريض.
الأسباب
يمكن حصر الأسباب المختلفة المؤدية لحدوث الصرير في ثلاث مجموعات رئيسية:
إطباقية: وفق وجهة نظر هذه المجموعة فإن الصرير الليلي يحدث نتيجة وجود نقاط تماس مبكر بين الأسنان تعيق عملية الإطباق، مما يؤدي بشكل انعكاسي إلى حدوث عض مفرط مع كزّ الأسنان من أجل حدوث سحل لهذه النقاط بشكل يساهم في زوالها،
كذلك فإن وجود مثل هذه النقاط يؤدي إلى فرط توتر في العضلات الماضغة الرافعة للفلك السفلي بشكل يؤدي انعكاساً إلى تقليصها وحدوث الصرير مع الإشارة إلى أن التعويضات السيئة من قبل طبيب الأسنان (تيجان وجسور + ترميمات سنية) تؤدي بطبيعة الحال إلى خلق مثل هذه النقاط على القوس السنية وبالتالي حدوث الصرير.
نفسية: أصحاب هذه النظرية يجدون أن الصرير والوظائف الإطباقية الشاذة الأخرى كلها ذات منشأ عصبي مركزي بالدرجة الأولى وترتبط إلى حد كبير بالتوتر النفسي العاطفي، لكن بعض الباحثين يتبنى مفهوماً معتدلاً ويقف على مسافة واحدة من السببين، وهم يؤكدون أن الصرير يحدث بتضافر العاملين معاً،.
عوامل متفرقة
من الأسباب المهمة لحدوث الصرير ونذكر منها:
* أمراض اللثة والأنسجة الداعمة.
* عدم استواء سطح الشفة أو اللسان أو الخدود.
* آلام العضلات الماضغة.
* اضطرابات على مستوى المفصل الفكي الصدغي.
التشخيص
إمكانية تشخيص الصرير الليلي تختلف من مريض لآخر على اعتبار أن نسبة ضئيلة من المرضى المصابين بالصرير الليلي يدركون وجود هذا الشذوذ الوظيفي، وعلى اعتبار أن نسبة قليلة منه تترافق بأصوات مسموعة من قبل أهل المريض، لكن يمكننا القول إن الأعراض السريرية المرافقة له تتلخص في العوامل التالية:
* مناطق مسطحة لماعة ناتجة عن سحل الحدبات الطاحنة في الأرحاء وذرى الأنياب وخاصة العلوية.
* انكسار في الحشوات والترميميات السنية كالتيجان والجسور بشكل متكرر.
* حركة في الأسنان بدون وجود أمراض لثوية مسببة لها.
* ألم وحساسية في الأسنان بسبب احتقان اللب (الأوعية الدموية والأعصاب داخل السن) وتبدو أكثر وضوحاً عند الاستيقاظ.
* فرط نشاط وضخامة في العضلات الماضغة.
* آلام عضلية في العضلات الماضغة مع حس تعب أو تيبس عضلي وخاصة عند الاستيقاظ.
* مشاكل وآلام على مستوى المفصل الفكي الصدغي.
* أصوات ناتجة عن احتكاك الأسنان مع بعضها أثناء نوبة الصرير