*
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3316.imgcache_thumb
*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و حمة الله و بركاته
اتصل بي أحد الزملاء يوماً ما هلعاً من أن تورما وألماً شديدين ألمّا بالمريضة لدى غسل قناة جذرية لضاحك سفلي…
طبعا بحدس الـ Endodontist ( و لم أكن قبلها قد صادفت حالة مماثلة لكن سمعت
عنها يعني كش برا وبعيد ) طلبت منه أن يبقي على القناة مفتوحة ( مع وضع
قطنة بسيطة في الحجرة) ونصحته بإعطاء إبرة ديكسون ( لأن وصف الطبيب أشعرني
بأن هناك تفاعل تأقي) ومسكنات ألم أو تخدير المنطقة حتى يخف الألم و الصبر
وتطمين المريضة و الحالة بإذن الله ستزول تدريجياً …. إلى أن جاءني هذا
الملف المتكامل حول ذات الموضوع ….
استفدت منه كثيراً وتأكدت من صحة ما قمت به وأرجو أن تجدوا فيه الفائدة …
أخوكم في الله DrEndo
اختلاطات إرواء الأقنية الجذرية ….
مراجعة نظرية و عرض حالات
M. Hülsmann & W. Hahn
Department of Operative Dentistry, University of Göttingen, Göttingen, Germany
International Endodontic Journal, 33 , 186–193, 2000
مقدمة
لإرواء الأقنية الجذرية دور بالغ الأهمية في إزالة و تطهير المنظومة
القنيوية وهو جزء لا يتجزأ من إجراءات التحضير القنيوية, ومن المعروف أ ن
أكثر سوائل الإرواء استعمالاً هو هيبوكلوريت الصوديوم و الماء الأكسجيني
(ملاحظة المترجم: لم يعد أحد ينادي باستعماله في المداواة اللبية و إنما
ستتم مناقشته في سياق المقالة) أو كلاهما وفقاً لتوصيات Grossman سنة 1981
حيث تمتلك مقدرة تطهيرية جيدة إلى جانب قدرتها على على حل الأنسجة وفقاً
للعديد من الدراسات:
Senia et al. 1975, Zielke et al 1976, Byström & Sundqvist
1981, 1983, 1985, Ørstavik & Haapasalo 1990, Jeansonne
& White 1994, Heling & Chandler 1998
إلا أن تركيز المادة المستعمل ما يزال موضع نقاش وجدل فالمؤلفون عموماً
يفضلون التركيز 5.25% مثل Harrison 1984, و البعض يفضل التراكيز المنخفضة
3% أو أقل لتصل إلى 0.5% مثل Spangberg et al . 1973, Baumgartner &
Cuenin 1992.
أما تركيز الماء الأكسجيني ( هدروجين بيروكسايد ) فهو باق على 3% وفقاً لـ (Grossman 1981, Harrison 1984).
يتميز هيبوكلوريت الصوديوم بقدرته على القضاء على طيف واسع من الجراثيم وحل
النسج الحية و المتموتة على حد سواء Senia et al. 1975 , إلا أنه يتمتع
بالوقت نفسه بتأثير سمي على النسج الحية مؤدياً إلى حدوث ما يسمى بانحلال
الدم, تقرح وتموت الجلد Pashley et al. 1985. يتمتع هيبوكلوريت الصوديوم
بدرجة pH تبلغ 1—12 حيث تسبب الرضوض النسيجية من خلال أكيدة البروتينات.
أثر المادة على الملابس
أكثر الأمور شيوعاً حيث كثيراً ما تتخرب ملابس المريض, إذ يعتبر هيبوكلوريت
الصوديوم مبيضاً و منظفاً منزلياً و يتمتع بأثر واضح… حتى الكميات الضئيلة
قد تسبب ضرراً كبيراً, كما أن استعمال الأمواج فوق الصوتية داخل القناة
بوجود المادة قد يؤدي إلى تطاير رذاذها و تأذي ثياب المريض. أما عند
استعمال الإرواء اليدوي فمن الضروري التحقق من إحكام المحقنة مع رأس الإبرة
خشية انفلاتهما أثناء عملية الحقن أو نقل المحقنة و تطاير السائل فوق
الثياب …
التأثير على العينين
يؤدي التماس المباشر مع عين المريض أو الطبيب إلى حصول ألم مباشر, دماع ,
حرق بليغ و حمامى ( احمرار) ومن الوارد أيضاً حصول فقد الخلايا البشرية في
الطبقة الخارجية من قرنية العين, و يكون التدبير بإرواء طبيب الأسنان لعين
المريض بكمية وافرة من ماء الحنفية أو محلول السيروم العقيم و من ثم تحويله
إلى طبيب عيون لإجراء المزيد من الفحوص و المعالجة Ingram 1990.
اندفاع هيبوكلوريت الصوديوم خارج الذروة
يحدث عادة بصورة غير متعمدة لا سيما في الأسنان ذات الذرا الواسعة أو عند
تخرب التضيق الذروي أثناء تحضير القناة أو نتيجة لامتصاصها, وهو نتيجة
للضغط الكبير على إبرة الإرواء أو عند ثنيها داخل القناة الجذرية دون
السماح بفسحة تهرب من خلالها سوائل الإرواء إلى خارج القناة عن طريق التاج
مما يجعل كمية كبرة من سائل الإرواء بتماس مع النسج الذروية وتموتها في
النهاية بفعل الخاصية الحالة القوية للنسج التي يتمتع بها هيبوكلوريت
الصوديوم.
حالات سريرية موصوفة
وصفت حالات كثيرة ترافقت بأعراض ناتجة عن دفع هيبوكلوريت الصوديوم 5.25% إلى خارج الذروة.
* تسبب حشر إبرة المحقنة في ذروة الضاحك العلوي الأيمن إلى حصول هجمة أعراض
فورية و آلام حادة Becker et al .1974 , حيث تورم خد المريض و شفته العليا
خلال ثوان مظهراً أعراض ورم دموي و ازرقاق في المنطقة ( كدمة) أسفل
المنطقة العذارية مع نزف غزير من القناة الجذرية. تم تطبيق ضمادات رطبة
باستمرار على وجه المريض مما خفف من الألم و حس الحرقة. أعطي المريض صادات
حيوية ومسكنات ألم و تركت القناة الجذرية مفتوحة لتسمح بالتصريف ( طبعا
يفضل وضع قطنة صغيرة لا تسد تماماً مجرى القناة الجذرية لمنع انحصار
الأطعمة مستقبلاً) . زادت الوذمة خلال الساعات القليلة التالية إلا أن حدة
الألم تراجعت وأوصي المريض باستبدال الكمادات الباردة بأخرى دافئة لتنشيط
التروية الدموية في المنطقة. عاد وجه المريض إلى وضعه الطبيعي بعد شهر من
الحادثة و تم استكمال المعالجة اللبية.
* سجل كل من Herrmann & Heicht (1979) حدوث ألم شديد فوري ترافق مع
وذمة و ضزز بعد حقن هيبوكلوريت الصوديوم 5.25% كحقنة فك سفلي, حيث شملت
الوذمة المسافة الجناحية الفكية و المناطق البلعومية و حول اللوزتين مع
حدوث خطر انسداد مجرى التنفس,حيث كان من الضروري إعطاء المريض مخدر مركزي
(أفيوني) داخل الوريد لتخفيف الألم وتم تحويله إلى وحدة العناية المركزة في
المشفى, وتمت أيضاً تغطية المريض بالصادات الحيوية. بعد مضي 4 أيام تراجعت
الوذمة بشكل كبير و اختفت جميع المضاعفات خلال أسبوعين.
* أما Grob 1984 فقد سجل حصول ألم شديد و فوري وعفوي لدى المريض متبوعاً
بتورم خده الأيسر لدى حقن هيبوكليوريت الصوديوم بتركيز 3% داخل رباعية
علوية يسرى تعرضت إلى انثقاب علاجي حيث اندفع السائل بالنتيجة إلى خارج
الذروة. بعد 8 أيام تشكل خراج ناتج على الأغلب عن انتشار المادة الملوثة من
القناة الجذرية إلى النسج ما حول الذروية, و المعالجة هنا جراحية حتماً,
إذ عثر على كمية كبيرة من القيح والنسج المتموتة. بقي المريض بعد مضي 4
سنوات يعاني من نمل في المنطقة وحساسية شديدة للأجواء الباردة.
* سجل كل من Reeh & Messer (1989) حالة سريرية تم فيها حقن هيبوكلوريت
الصوديوم تركيز 1% خلال انثقاب في وسط جذر ثنية علوية, حيث شعر المريض
بآلام شديدة مع حصول تورم في المنطقة ومن ثم تنوسر فحمامى منتشرة إلى
المنطقة تحت الحجاجية, كما استمر حس الخدر لدى المريض في منطقة أرض وجناج
الأنف لمدة 15 شهراً بعد الحادثة.
* في حالة مسجلة من قبل Sabala & Powell (1989) تم حقن هيبوكليوريت
الصوديوم 5.25% داخل المنطقة الذروية لضاحك ثاني علوي أيسر حيث شعر المريض
بألم شديد مفاجئ مع تورم سريع للمنطقة وتكدم الجلد (إزرقاقه). استكملت
المعالجة اللبية في نفس الجلسة ووصفت الصادات الحيوية للمريض لمنع حصول
إنتان ثانوي مع عمل تصريف جراحي للمنطقة, بالنتيجة اختفت الأعراض بعد مضي 9
أيام .
* حالة أخرى سجلها Gatot et al . (1991) تم فيها حقن هيبوكلوريت الصوديوم
5.25% أثنا المعالجة اللبية لثنية علوية يمنى شعر المريض من خلالها بألم
حاد فوري مع وذمة شديدة انتشرت من الشفة إلى العين اليمنى, حيث تلقى المريض
حقنة "هدروكورتيزون" وريدية و أعطي البنسلين. بعد مضي 36 ساعة تشكلت كدمة
كبيرة تحت الحجاج الأيمن كما لوحظ انتشار الكدمة فوق الشفة العلوية مع تموت
في النسج البشروية.و نتيجة لذلك أجرت عملية جراحية لتجريف النسج المتموتة
واستئصالها تحت التخدير العام حيث استغرق الأمر شهرين لبلوغ مرحلة الشفاء
التام تاركاً ندبة على الخد الأيمن مع حس خدر في منطقة العصب تحت الحجاجي
الأيمن.
* سجل Becking (1991) 3 حالات تم فيها اختراق حقنة هيبوكلوريت الصوديوم إلى النسج الرخوة ما حول الذروية:
- في الحالة الأولى اخترق السائل ( غير معروف التركيز) ذروة رحى ثانية
سفلية يسرى مصابة بانثقاب عند الملتقى المينائي الملاطي حيث تظاهرت الحالة
بتطور تورم في المنطقة اليسرى من الفك السفلي يمتد إلى عنق المريض. بعد مضي
يوم واحد ظهرت علامات تموت المخاطية وخدر العصب الذقني. أعطي المريض
الصادات الحيوية و مسكنات الألم و اختفت الأعراض و الوذمة بعد مضي 5 أيام
كما زال حس الخدر بعد مضي 10 أيام أما شفاء المخاطية المتموتة فاستغرق
شهرين.
- في الحالة الثانية اخترق السائل (غير معروف التركيز ) إلى النسج ما حول
الذروية للرحى الثانية العلوية اليسرى مسبباً تخريشاً تحت و خلف العين
اليسرى للمريض مع ألم حاد في خده الأيسر و العين و المنطقة الصدغية, كما
شكى المريض من إحساسه بطعم الكلورين( ماء جافيل) وحس التخريش في الحلق.
طبعاً تم افتراض أن سائل الإرواء قد تم دفعه إلى منطقة الجيب الفكي. في هذه
الحالة أعطيت المسكنات فقط دون وصف صادات حيوية حيث تراجعت الأعراض في
غضون أسبوعين.
- في الحالة الثالثة اندفع محلول هيبوكلوريت الصوديوم أثناء تحضير أقنية
ضاحك ثاني سفي أيسر إلى خارج منطقة الذروة مؤدياً إلى ألم حاد وتورم و خدر
في العصب الذقني , و لم توصف في هذه الحالة أي صادات حيوية بداية. بعد مضي
أربعة أيام ظهرت علامات تموت وإنتان مما دفع في هذه المرحلة إلى العلاج
بالصادات. استغرق زوال الألم و التورم حوالي شهر وتطورت حالة الخدر التام
إلى إحساس بالنمل تلاشت ببطء.
* سجل Ehrich et al. (1993) شكوى المريض فقط من طعم محلول هيبوكلوريت
الصوديوم دون أن يترافق ذلك يبأي أعراض بعد دفع المادة إلى خارج القناة
الجذرية للرحى الأولى العلوية ومنها إلى الجيب الفكي. تم إرواء
القناةالجذرية ( الحنكية) بعد ذلك بمحلول "بماء معقم " بحيث تم دفعه هو
الآخر إلى خارج القناة الجذرية ومنه إلى الجيب الفكي فالحفرةالأنفية ثم
البلعوم , ثم وصفت الصادات الحيوية للمريض حيث لم يشك من أي أعراض خلال
الأيام الـ 4 التالية.
* في حالة مشابهة وصفت من قبل Kavanagh & Taylor (1998) تم دفع محلول
هيبوكلوريت الصوديوم غير معروف التركيز إلى خارج الذروة في سياق المعالجة
اللبية لضاحك علوي ثاني أيمن, حيث شعر المريض بألم شديد في منطقة الوجه مع
حصول تورم, وبإجراء صورة شعاعية "ذقنية قذالية" تبين وجود سوية سائل-هواء
في الجيب الفكي الأيمن. أجريت عملية تصريف جراحية للجيب تحت التخدير العام
حيث تراجعت معظم الأعراض بعد مضي 3 أسابيع مع بقاء ألم موضعي عند الضاحك
فتقرر قلع الضاحك لتختفي الأعراض ويحدث الشفاء التام دون أي مشاكل تذكر.
بالتأكيد هناك أعراض أخرى سجلت من قبل الكثير منل أطباء لكن إجمالاً عند
حصول مثل هذه الأمور فإن الأعراض التي يعاني منها المريض تلخص كما يلي:
1- ألم حاد فوري
2- وذمة فورية للنسج المجاورة
3- إحتمال امتداد الوذمة إلى كامل الشق الوجهي في الجانب المصاب و الشفة العلوية و المنطقة تحت الحجاجية.
4- نزف غزير من القناة الجذرية.
5- نزف في النسج الخلالية مع حصول ورم دموي تحت الجلد و النسج المخاطية( كدمة).
6- الإحساس بطعم الكلورين و الشعور بتخريش الحلق بعد نفوذ المادة إلى داخل الجيب الفكي.
7- إحتمال حصول إنتان ثانوي.
8- إمكانية حصول خدر أو نمل أو شعورحكة ردود.
ويكون التدبير العلاجي كالتالي:
1- إعلام المريض بسبب حصول المشكلة و شدة المضاعفات المحتملة.
2- السيطرة على الألم من خلال التخدير الموضعي (أو الناحي) و وصف مسكنات الألم.
3- في الحالات الصاعقة يحول المريض إلى المشفى.
4- تطبيق ضمادات باردة خارج الفم لتخفيف الوذمة و بعد مضي يوم واحد تبدل
إلى ضمادات خارجية ومضامض دافئة لتحريض التروية الدموية في المنطقة.
5- المتابعة اليومية للسيطرة على الحالة.
6- وصف الصادات الحيوية غير إجباري إلا في حالات الخشية من حصول إنتان ثانوي.
7- مضادات الهستامين ( غير إجبارية).
8- الكورتيزونات: ما تزال موضع جدل.
9- إكمال المعالجة اللبية باستعمال سوائل إرواء أخرى مثل السيروم الملحي أو كلورهكسيدين.
التفاعلات الأرجية لهيبوكلوريت الصوديوم
* سجل Kaufman & Keila (1989) حصول تفاعل تأقي للمحلول, حيث تم اكتشاف
هذا الاستعداد قبل البدء بالمعالجة اللبية وتم تحويله إلى اختصاصي أمراض
تحسسية. الذي اكتشف بعد إجراء اختبار اللصاقة الجلدية وجود فرط حساسية لكل
مواد التنظيف المنزلي الحاوية على هيبوكلوريت الصوديوم و أوصى بعدم استعمال
المادة في علاج الجذور. أجريت عملية الإرواء بمادة Solvidont
(DeTrey/Dentsply, Konstanz, Germany) و مرت إجراءات العلاج بسلام.
* في حالة ثانية مسجلة من قبل (Caliskan et al. 1994) لوحظ أن استعمال
هيبوكلوريت الصوديوم بتركيز 1% في إرواء القناةالجذرية لثنية علوية مصابة
بكسر جذري أفقي أدى إلى إحساس المريض بألم شديد وحس حرقة مع تطور تورم في
منطقة الشفة العلوية و الخد وصولاً إلى المنطقة تحت الحجاجية خلال ثوان
معدودة مترافقة معحصول كدمة ونزف شديد من القناة الجذرية. تراجعت حدة الألم
بعد عدة دقائق إلا أن المريض بدأ بعد ذلك بالشكوى من وجود ضيق نفس أرسل
على إثرها إلى وحدة الإسعاف في المشفى. أعطي المريض مضاد هستامين
وستيروئيدات قشرية جهازية وريدياً ووصفت له صادات حيوية. زال التورم بعد
مرور 3 أيام إلا ان حس الخدر في المنطقة اليسرى من الوجه استمر لمدة 10
أيام. استكملت المعالجة اللبية باستعمال الماء الأكسجيني و محلول السيروم
العقيم و شفيت الحالة بدون أي مشاكل تذكر. بعد عدة أيام أجري على المريض
اختبار "خدش الجلد" حيث أعطى رد فعل تأقي سريع للغاية تجاه المادة.
اندفاع بيروكسيد الهيدروجين خارج الذروة
* سجل Bhat (1974) حدوث حالة نفوذ غير كافي داخل الحجرة اللبية للثنية
العلوية اليمنى أدى إلى حصول انثقاب وحشي وحقن محلول هدروجين بيروكسايد غير
معروف التركيز إلى النسج الرخوة, ونظراً لأن المعالجة اللبية كانت تحت
التخدير الموضعي فلم يشك المريض وقتها من أي أعراض لكن تطورت وذمة فوق
منطقة الشفة العلوية وصعوبة في التنفس. تركت القناة مفتوحة وأعطي المريض
صادات حيوية ووجه بوضع ضمادات باردة فوق منطقة التورم. لقد أدى الأكسجين
المتحرر من هدروجين بيروكسايد إلى تشكل وذمة هوائية تراجعت خلال أسبوع
واستكملت بعدها المعالجة اللبية.
* قدم Walker (1975) حالة تجاوز غير متعمد لمادة هدروجين بيروكسايد بتركيز
40% عبر الأقنية الجذرية لرحى أولى علوية, حيث تعرض المريض إلى وذمة مفاجئة
مع ألم خفيف. لدى فحص التورم تبين وجود ألم بسيط مع حس فرقعة (طقطقة) إذ
من المحتمل أن الإنتان السابق للمنطقة الذروية قد أمن مساراً لـ هدروجين
بيروكسايد عبر العظم الخدي إلى النسج الرخوة في الجهة الخدية و الوجهية.
شفيت الحالة تماماً بعد عدة أيام من وصف الصادات الحيوية.
سجل كل من Patterson & McLundie (1989) حصول تجاوز لـ هدروجين
بيروكسايد بتركيز 10% خارج الثقبة الذروية للضاحك الأول العلوي الأيمن حيث
شعر المريض بألم شديد و مفاجئ مع تورم سريع وحمامى في منطقة السن المعالجة.
قلعت السن فوراً من قبل طبيب الأسنان العام وأعطي المريض صادات حيوية.
زالت الأعراض تماماً بعد مضي يومين إلا أن الوذمة و الاحمرار ما زالا
موجودين. طلب من المريض استعمال مضامض دافئة لتخفيف الأعراض و متابعة
العلاج بالصادات الحيوية حيث عادت حالة المريض إلى طبيعتها بعد مضي
أسبوعين.
الوذمة الهوائية
يمكن أن تحصل حوادث أخرى في سياق المعالجة اللبية لا سيما عند تجفيف القناة
الجذرية بالهواء المضغوط (فرد الهواء) الذي ينسحب عبر الثقبة الذروية إلى
النسج الرخوة ما حو ل الذروة.
* لقد سجل Shovelton (1957) 13 حالة مترافقة بأعراض الوذمة الهوائية في
الوجه و المنطقة تحت الحجاجية و العنق. تتميز الاعراض الأساسية بوجود حس
فرقعة عند جس منطقة التورم. لا تحتاج الوذمة الهوائية إلى وصف صادات حيوية
أو أي علاج آخر في معظم الحالات التي تحصل في سياق المعالجة اللبية حيث
غالباً ما تتراجع الوذمة في غضون بضعة أيام.
* في دراسة على الحيواناتRickles & Joshi (1963) لم يتم التأكد بصورة
تامة فيما إذا كانت الوذمة الهوائية في سياق المعالجة اللبية هي المسؤولة
عن نفوق 4من أصل 7 كلاب, كما لم تسجل أي حوادث مؤسفة قد تكون الوذمة
الهوائية مسؤولة عنها في سياق المعالجة اللبية لدى البشر .
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3316.imgcache
تورم كبير في المنطقة اليمنى من الوجه بعد تشكل وذمة هوائية في سياق المعالجة اللبية للرحى الأولى العلوية اليمنى
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3317.imgcache
عاد مظهر المريضة إلى طبيعته بعد مضي شهر على الحادثة دون إعطاء أي علاج
حالات سريرية
Case #1
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3318.imgcache
مريض عمره 55 سنة, السن المعالجة: ناب علوي أيسر , تجاوز ماء جافيل 3% بسبب
توسيع الذروة نتيجة للتحديد الخاطئ لطول العمل, الأعراض: ألم حاد مفاجئ في
المنطقة العلوية اليسرى + وذمة سريعة + تكدم الخد الأيسر + نزف غزير من
القناة الجذرية. أعطي المريض حقنة مخدر موضعي ووصفت مسكنات الألم و نصح
باستعمال كمادات باردة في المنطقة مع ترك القناة الجذرية مفتوحة للتصريف.
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3319.imgcache
في اليوم التالي زادت الوذمة لكن اختفى الألم تماماً مع وجود كدمة كبيرة
(ازرقاق) داخل الفم أيضاً. اختفت الأعراض تماماً بعد أسبوع دون الحاجة إلى
علاج إضافي و استكملت المعالجة اللبية.
Case #2
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3320.imgcache
تورم شديد في الشفة السفلية و الخد الأيمن بعد حقن (1 مل ) ماء جافيل 3% +
ماء أكسجيني 5% داخل ثقب في جذر الناب السفلي الأيمن في سياق المعالجة
اللبية.
خلال ثواني عانى المريض من ألم مفاجئ شديد+ حرقة في الشفة السفلية + تورم
كبير وسريع في الشفة السفلية. تم تدبير الألم بسرعة لكن بقيت الوذمة و شعر
المريض بحس نمل في المناطق المحيطة.
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3321.imgcache
بعد مضي أسبوع تشكلت قرحة في الشفة السفلية و استمر وجود الوذمة لـ 3
أسابيع ثم اختفت ببطء …. شفيت القرحة بعد تشكل نسيج تندبي في غضون شهرين ….
بقي حس خدر بسيط في المناطق المحيطة لمدة تزيد على السنة و ما زال ..
Case #3
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  3322.imgcache
في سياق المعالجة اللبية للضاحك الأول العلوي الأيمن اندفع محلول الماء
الأكسجيني 3% خارج الذروة. شعرت المريضة بألم حاد وتورم مفاجئين في الجهة
العلوية اليمنى من الوجه+ دماع غزير من العين في الجهة الموافقة مع حس ضغط
في منطقة الوجه . زال الألم بعد عدة دقائق مع بقاء حس ضغط خفيف لمدة 5
أيام+ حس فرقعة عند الجس. شفيت الحالة دون الحاجة إلى أي علاج و بدون أي
مضاعفات.
ملاحظات غير هامة لا تقرأني :
1- رغم كل المضاعفات التي قد تصادف يبقى هيبوكلوريت الصوديوم 0.5-5.25% هو
السائل الأكثر شعبية في إرواء الأقنية (Grossman 1981, Harrison 1984) بسبب
قدرته على حل النسج و قتل الجراثيم. أما الماء الأكسجيني فهو أقل قدرة على
قتل الجراثيم
(Senia et al . 1975).
( تعقيب DrEndo:حالياً قل استعماله بصورة كبيرة).
2- عادة ما تحصل هذه الحوادث بسبب سوء تقدير الطول العامل للجذر و التوسيع
الخاطئ للثقبة الذروية, الانثقابات الجانبية ( الشريطية), حشر رأس إبرة
المحقنة .
3- يجب حماية ثياب و عيون المريض و الطبيب على حد سواء من تطاير رذاذ هذه
المواد بإحكام تثبيت الإبرة مع المحقنة وعدم حشرها داخل القناة الجذرية.
4- ضرورة استعمال ضغط بسيط أثناء حقن المحلول و التأكد من أنه يندفع خروجاً
عبر التاج و حفرة المدخل لا دخولاً باتجاه الثقبة الذروية و مع ذلك لوحظ
بأنه من الصعب تفادي تماس السائل مع النسج الذروية بصورة كلية
(VandeVisse & Brilliant 1975, Brown et al. 1975) .
5- ينصح البعض باستعمال تراكيز مخفضة من المحلول لا تفقد خاصيتها المطهرة
مثل 0.5% هيبوكلوريت الصوديوم فهو غير سام للنسج الحية ويغسل فوراً عبر
التروية الدموية (Spangberg et al . 1973, Baumgartner 1992) .
(تعقيب DrEndo: أفضل استعمال التركيز التجاري لكن تقطيراً لا حقناً وهو كاف
أثناء التحضير و عند الغسل الأخير نستعمل محاقن خاصة أو محاقن إنسولين إذا
اضطررنا إلى استعمال ماء جافيل لكن عموماً يوصى بإنهاء الغسل بمحلول
سيروم).
6) عند التجاوز و حصول الأعراض المذكورة يجب أن يبقى الطبيب هادئاً و يهدئ
من روع المريض الذي لا شك سيقلق من التطورات المتوقعة, مع ضرورة إعلام
المريض بالسبب وطبيعة الحالة.
7) لا يوجد هناك علاج معياري للأعراض المذكورة, حيث يرتبط أي تدخل بطبيعة و
شدة الحالة و كثير من الحالات لاتحتاج إلى أي تدخل أو علاج بالحد الأدنى.
هام جدا جدا لكل الممارسين و المرضى .. اختلاطات الإرواء بهيبوكلوريت الصوديوم و تدبيرها  Icon_cool يجب تطمين المريض بأن الأعراض ستخف تماماً خلال بضعة أيام و قد يستغرق الشفاء عدة أسابيع.
9) يجب وصف الكمادات الباردة بصورة مبدئية ثم استبدالها بعد مضي يوم واحد بكمادات ومضامض دافئة.
10) غالباً ليس هناك حاجة إلى إجراءات جراحية لعلاج مثل هذه الحالات.
11) أهم شيء بعد قراءة هذا المقال دعوة صالحة في ظهر الغيب بالفرج و تيسير الأمور .
ودمتم