تؤكد
الدراسات الحديثة وجود علاقة بين أمراض السكري وأمراض اللثة ، فمن أكثر
الناس عرضة للإصابة بأمراض اللثة هم مرضى السكري ،إلا أن هذه الدراسات
الحديثة أثبتت مؤخرا أن أمراض اللثة المزمنة تشكل خطرا كبيرا للإصابة بداء
السكري حيث تتسبب أمراض اللثة في دخول البكتيريا إلى الدورة الدموية للجسم.
ويقوم جهاز المناعة بمحاربة البكتيريا ومخلفاتها السامة. كما ويقوم جهاز
المناعة أيضا بمهاجمة خلايا الجسم نفسه بالخطأ ظنا أنها خلايا بكتيرية
غريبة على الجسم. ومن هذه الخلايا التي قد تتضرر في الجسم تلك الموجودة في
البنكرياس، حيث أنها المسؤولة عن إنتاج هرمون الأنسولين وفي هذه الحالة قد
يصبح من يعاني من أمراض اللثة معرضا إلى خطر الإصابة بالسكري بطريقة غير
مباشرة ، بالإضافة إلى الكثير من الأمراض التي تصيب أجهزة الجسم الأخرى مثل
القلب والشرايين مرورا بالدماغ وحصول مرض الزهايمر وانتهاء بالتأثير على
المرأة الحامل وحصول الولادات المبكرة ونقص في وزن المواليد.
إن الحقيقة التي يجب التأكيد عليها أن سلامة الفم والأسنان يضمن الصحة
والعافية للجسم بأكمله فالفم مثل ما هو ممر للغذاء فهو مصدر للكثير من
الأمراض التي تصيب أجهزة الجسم الأخرى, فالاهتمام بتنظيف الأسنان بالفرشاة
واستخدام السواك والخيط السني عدة مرات يوميا وزيارة طبيب الأسنان كل 4 إلى
6 أشهر من أجل المحافظة على نظافة الأسنان وبشكل دائم لكن عندما يكون هناك
تزاحم شديد في الأسنان يكون من الصعب تنظيف الأسنان بشكل كامل ، ويتوجب
على المريض عمل علاج تقويم للأسنان حيث أن علاج تقويم الأسنان ليس للتجميل
فقط وإنما لتجنب مشاكل كثيرة لها تأثير كبير على صحة الفم والأسنان
مثل:تسوس الأسنان,التهابات اللثة والأنسجة المحيطة بالأسنان,تآكل طبقات
السن واضطرابات المفصل الفكي الصدغي .فالتزاحم الشديد للأسنان والذي ينتج
عن عدم التناسق ما بين حجم الأسنان وحجم الفك يؤدي إلى تجمع فضلات الطعام
والتي يصعب على الإنسان تنظيفها بشكل كامل مما يدفع بالبكتيريا الموجودة
بشكل طبيعي في الفم بالتجمع على هذه الفضلات وتشكيل ما يسمى باللويحة
الجرثومية أو طبقة البلاك حيث تعمل البكتيريا على إفراز سمومها باتجاه
أنسجة اللثة وما حول الأسنان محدثة التهابات حادة فيها تنتقل فيما بعد إلى
العظم المحيط بالأسنان مما يؤدي إلى تآكله بشكل تدريجي وفقدان الأسنان
الواحد تلو الآخر في نهاية المطاف.

تأثير مرض السكري على صحة الفم والأسنان:
من
المعلوم أن أكثر ما يشعر به مريض السكري هو العطش وسبب ذلك هو نقص إفراز
الغدد اللعابية ويترتب على ذلك بقاء فضلات الطعام بين الأسنان بسبب قلة
اللعاب الذي يعمل على غسل الكثير من هذه الفضلات وبالتالي
فإن أكثر مشاكل الفم والأسنان التي يمكن ملاحظتها لدى مرضى السكري هي:
1-
تسوس الأسنان 2- أمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان 3- خلل في عمل
الغدد اللعابية 4 - التهابات فطرية 5 - عدوى وتأخر في التئام الجروح 6-
اضطراب في حاسة التذوق.

ماذا يجب على المريض أن يخبر الطبيب؟
1- إذا تم تشخيصه فعلا بأنه مصاب بمرض السكري.
2- إذا كان المريض مسيطرا على مرضه عن طريق إتباع الحمية الغذائية وتناول الأدوية بانتظام.
3- إذا طرأ تغيير على سيرته الطبية.
4- أسماء كل الأدوية التي يتناولها.

الغذاء وتسوس الأسنان:
إذا لم تتم السيطرة بشكل كامل على مرض السكري، فإن كمية الجلوكوز في اللعاب سوف تزداد مما يعطي فرصة أكبر لنمو البكتيريا.
إن
تنظيف الأسنان 3 مرات في اليوم بمعجون يحتوي على الفلورايد، وتنظيف ما بين
الأسنان مرة واحدة في اليوم على الأقل باستخدام الخيط السني بالإضافة إلى
استخدام السواك الذي يحتوي على الكثير من المواد الكيماوية التي تعمل على
قتل البكتيريا لهو كفيل بإزالة اللويحة الجرثومية التي تسبب تسوس الأسنان
والتهابات اللثة.
هذه
اللويحة إن لم يتم ازالتها فإنها تتصلب وتتحول إلى جير (كلس)، ويبدأ
بالتجمع على الأسنان بالقرب من اللثة وتصبح إزالته صعبة. ومع الوقت يصبح
هذا الجير مصدرا لعدوى اللثة لما يحتويه من بكتيريا ويحدث التهابات مزمنة
بها.
ولأن مرض السكري يقلل مناعة الجسم تجاه العدوى فإن هذا يؤثر بشكل كبير على
اللثة، ومع الوقت تنتقل العدوى إلى العظم المحيط بالأسنان ويبدأ هذا العظم
بالذوبان.
إن أمراض اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان ترتبط ارتباطا كبيرا بدرجة تحكم
المريض بمرضه ومستوى السكر في الدم، فالمرضى الذين لا يتحكمون بمرضهم يلاحظ
أنهم فقدوا أسنانا أكثر من أولئك المرضى الذين يتحكمون بمرضهم وبمستوى
السكر في أجسامهم.

على المريض أن يراجع طبيب الأسنان متى لاحظ:
1
- أن اللثة تنزف بسهولة. 2 - أن اللثة حمراء ومتورمة ومؤلمة. 3 - أن اللثة
قد تراجعت عن الأسنان4- قيح يخرج من بين اللثة والأسنان عند الضغط على
اللثة.5- رائحة كريهة للفم أو وجود طعم كريه بشكل مستمر في الفم.6- أسنان
متخلخلة أو فراغات بين الأسنان لم تكن موجودة7- تغيير في إطباق الأسنان8-
تغير في ثبات الأطقم الجزئية.

الالتهابات الفطرية:
يحتوي
الفم وبشكل طبيعي على بكتيريا وفطريات ، وعندما يكون جهاز المناعة في
الجسم سليما والمريض يحافظ على نظافة فمه وأسنانه فإن هذه البكتيريا
والفطريات تبقى غير مؤذية.
ولكن عند حدوث اختلال في جهاز المناعة فإنها هذه البكتيريا والفطريات تصبح مؤذية وتهاجم الجسم.
إن الالتهابات الفطرية تحدث بشكل كبير لدى مرضى السكري ومن يرتدي الأطقم
كما إن المرضى المدخنين أو من نسبة السكر في دمهم مرتفعة أو يأخذون مضادات
حيوية بشكل مستمر فإن الالتهابات الفطرية تصبح مشكلة كبيرة لديهم حيث إن
نقص اللعاب وازدياد السكر فيه يخلقان بيئة مناسبة لتكاثر الفطريات والتي
تظهر على شكل بقع بيضاء ومع الوقت تصبح مؤلمة ومتقرحة وقد تظهر هذه البقع
على اللسان، فيصبح اللسان مؤلما ويبدأ المريض يشعر بحرقة في لسانه . وقد
تصبح عملية البلع مؤلمة وقد تتأثر حاسة التذوق لدى المريض لذا قد يلجأ طبيب
الأسنان لوصف مضادات للفطريات في نهاية المطاف.
إن ما نريد أن نختم به هو أن العناية بنظافة الفم والأسنان أصبحت لا تنعكس
فقط على سلامة اللثة والأسنان فقط وإنما على سلامة كافة أجهزة الجسم بلا
استثناء.