الاندماج العظمي ( 2 )


مراحل الشفاء العظمي حول الغرسة :
يحدث الشفاء العظمي حول الغرسة إذا كان هناك استقرار للغرسة وتروية دموية
جيدة للنسج حولها ، وقد رتّب David مراحل الشفاء البيولوجية كالآتي :
1.تتشكل الخثرة الفيبرينية خلال 48 ساعة في منطقة التداخل الجراحي بين العظم والغرسة.
2.يحدث تولد وعائي وامتصاص للخثرة الفيبرينية ولأي نسج متموتة في المنطقة .
3.تهاجر الخلايا المصورة للعظم إلى سطح العظم المضيف وتحدث تولداً عظمياً
بعيداً Distant Osteogenesis ،في حين تهاجر الخلايا المتوسطية غير
المتمايزة ومصورات الليف ومصورات العظم إلى حلزنات سطح الغرسة وتشكل قالباً
كولاجينياً يتمعدن تدريجياً ويحدث تولد عظمي قريب Contact Osteogenesis.
تعتمد عملية التولد العظمي الموضعي القريب على هندسة سطح الغرسة وهو يعمل
كموجه لتولد العظم وله الأثر في امتصاص القوى الضاغطة الموجهة للنسج
الآخذة بالشفاء حول الغرسة .
4.مرحلة التبرعم الوعائي : تحدث خلال 3-7 أيام من الزرع وتعتبر أول مرحلة
من التولد الوعائي وتوجد فيها تشعبات من الأوعية الدموية الصغيرة متوضعة
على جدران العظم المقطوع إضافة إلى وجود أوعية شعرية غير ناضجة تقوم بغزو
النسيج الحبيبي المتشكل وتمتد كل أنواع الأوعية السابقة للفراغ الحاصل ما
حول الغرسة قادمة من التجاويف النقيوية العظمية بشكل تبطن فيه العظم
المقطوع ، يتم أيضاً في هذه المرحلة تنشيط الخلايا الميتزانشيمية ويلاحظ
هذا النشاط بشكل أكبر في الزرعات ذات التثلمات الحلزونية وبعد الأسبوع
الأول تملأ المنطقة بالألياف الكولاجينية الدقيقة وبالخلايا صانعات الليف
وسيوجد في بعض الأماكن خلايا متوسطية غير متمايزة .
5.مرحلة التشكل العظمي المبكرة : تحدث هذه المرحلة بعد أسبوعين من الزرع ،
وهي تمثل المرحلة البدئية من التولد العظمي ، وتحدث على شكل جزر مفردة
تتوضع في حلزنات الغرسة لكن دون وجود تماس مع سطح الغرسة بدليل وجود خلايا
مسطحة عديدة النوى لم تعرف طبيعتها هل هي كاسرات عظم osteoclasts أم خلايا
عرطلة غريبة ولكن هذه الخلايا كانت تختفي بالتدريج لدى تشكل عظم جديد
بالقرب من سطح الغرسة .
6.مرحلة النمو العظمي : تحدث هذه المرحلة بعد 4 أسابيع من الزرع ، وفيها
يتشكل عظم حويجزي ينشأ من العظم المقطوع الموجود حول الغرسة ويكون متعامداً
مع سطح التماس ( ويشار إليه بـ S.B.T. ) أي العظم الحويجزي السويقي (
Stalked Bone Trabecular ) ويمتد باتجاه الغرسة ، وقد اقترح أن الاصطكاك
الشديد الحاصل أثناء الزرع قد يكن له دورا في كبح ردود الفعل النسيجية وعلى
تمايز الخلايا الكامنة المتعددة أو على الأقل تأخير ذلك .
7.مرحلة النضج العظمي : تمتد هذه المرحلة من 6 - 8 أسابيع بعد الزرع وفي
هذا الوقت تنمو الجزر لتلتقي بالعظم الحويجزي القادم باتجاه سطح الغرسة كما
تمتد ضفائر الأوعية الشعرية بين حواف العظم الأصلية وحواف العظم الجديد
والموجود عند سطح التداخل مع الغرسة ويدخل العظم الجديد بتماس مع العظم
القديم وتظهر على جدران تجويف الزرع أماكن من الاندماج العظمي ويبدأ عندها
العظم بملء الميازيب والتثلمات الموجودة في الغرسة .

ملاحظة :
هناك تشابه كبير بين المراحل السابقة ومراحل الشفاء العظمي الحاصلة في التجويف السنخي بعد قلع سن ، وهذه المراحل هي :
¨مرحلة التحبب
¨المرحلة البدئية من التولد الوعائي / الوعائي العصبي
¨مرحلة التشكيل العظمي المبكرة .
¨مرحلة النمو العظمي .
¨مرحلة إعادة التعضي العظمي .

العلاقة ما بين النسج اللثوية الرخوة وسطح الزرعة السنية:
أما فيما يخص النسج الرخوة ما حول الغرسة فلقد قورنت مع النسج الرخوة ما حول السنية بمستوى الارتباط البشري وبمستوى النسيج الضام .
تشكل النسج المخاطية حول الزرعات داخل العظمية حزاماً وثيق الارتباط يحتوي
على صفيحة خاصة Lamina Propria كثيفة الكولاجين مغطاة ببشرة رصفية مطبقة
متقرنة أو غير متقرنة.

إن الارتباط البشري حول الأسنان الطبيعية يتصف نسيجياً في كثير من الدراسات
باحتوائه خلايا بشرية ارتباطية كبيرة في قاعدة العنق اللثوي مع وجود
فراغات ما بين خلوية أكثر عرضاً وروابط أقل مما هو عليه الأمر في الخلايا
المبطنة للعنق اللثوي .
الميزاب اللثوي حول الزرعة مبطن ببشرة مشابهة للبشرة الميزابية للسن
الطبيعي كما أنه يمتلك نفس المظاهر من حيث العضويات الدقيقة والصفيحة
القاعدية والخلايا الالتهابية. ولم يحدد إلى الآن عمق الميزاب اللثوي
السليم غير الملتهب أو المصاب بالتهاب بسيط جداً حول الزرعات داخل العظمية
ولكن يتوقع أنه 1.5-2ملم.

يحتوي النسيج الضام للمخاطية حول الزرعة كمية أكبر من الكولاجين وكمية أقل
من صانعات الليف عما هوعليه الحال في النسج اللثوية المقابلة وهذا يشير
إلى أن تجدد النسج في المخاطية حول الزرعة أبطأ من تجدد النسج المخاطية
حول السن الطبيعي . [ CarranZa 2002 ]
تحتوي المخاطية حول الزرعة على كمية من الكولاجين بنسبة 85% بالمقارنة مع
المخاطية حول السن الطبيعي والتي تكون بنسبة 60% كما أن عدد صانعات الليف
Fibroblaste يكون في المخاطية حول الزرعة أقل وبنسبة 1-3% بالمقارنة مع
عددها في المخاطية حول السن الطبيعي والتي تكون بنسبة 5-15%.
[ Implant and Restorative dentistry 2001 ]

تبدو العرى الشعرية في النسيج الضام الواقع تحت الارتباط البشري والبشرة
الميزابية مشابهة تشريحياً لتلك الموجودة في النسيج الضام المقابل حول
السني. إلا أن بعض الباحثين ((1991 Buser , Listgarten وجدوا انخفاضاً في
التوعية الدموية بجوار سطح الزرعة مقارنةً مع تلك الموجودة حول السن
الطبيعي وزعموا أن هذا يمكن أن يجعل النسج حول الزرعة أكثر عرضة للإصابة
بالأمراض. [ CarranZa 2002 ]


لقد أثبتت الدراسات التي أجريت من قبل (Ericsson , Lindhe 1993) لتحديد عمق
الميزاب أو الجيب حول الأسنان الطبيعية أن المسبر يتوقف عند ألياف
الكولاجين التي تربط السن مع النسج المحيطة به. أي أنه يتوقف نتيجة
المقاومة الناتجة عن وجود الياف الكولاجين المتوضعة أفقياً في النسيج الضام
فوق العظم السنخي وبما أن هذه الألياف غير موجودة حول الزرعات فإن المسبر
سوف يصل لمسافات أعمق ولمستوى أبعد وغالباً ما يصل إلى مستوى العظم حيث
أنه يزيح ويبعد كامل النسج الرخوة على طول الزرعة السنية.



لقد كثرت المناقشات حول الطبيعة النسيجية المخاطية المحيطة بالغرسات . حيث كان (15)Listgarrten& Lai
أول من ذكروا أن هناك روابط نصفية حول الغرسات المكونة من الراتنج(Risen) .
بينما تحدثJames وغيره عن العلاقة نصف الارتباطية للغرسات عندما رأوا هذه
الروابط حول زرعات الفيتاليوم في القرود، ولكن الكثير من الباحثين رفضوا
القبول بالتقارير الأولية للروابط النصفية هذه حول الغرسات فقد كان من
الصعب التأكد من وجود هذه الروابط النصفية بواسطة التقنيات القديمة
المستخدمة في الشرائح النسيجية، وربما كان هذا السبب هو المسؤول عن النتائج
السلبية لبعض هذه الدراسات ولكن وبعد التطور الذي حل على التقنيلت
النسيجية مثل
(Cryofracture of- ploymethlmethacrelat), (Oxygen plasma surface etching)
أصبح وجود الروابط النصفية Hemidesmosomes حقيقة واضحة...
وعليه فإن الارتباط بين الزرعة والبشرة مشابه للارتباط البشري حول السن
الطبيعي، حيث ترتبط الخلايا البشرية مع زرعة التتيانيوم بواسطة أجسام
الاتصال النصفية hemidesmosomes والصفيحة القاعدية Basal Lamina.

أما في المخبر فلقد بينت الدراسات وجود هذه الروابط النصفية في عينات
مختلفة وحول مواد مختلفة مثل هيدروكسيل الأباتيت أو الراتنج أو
البوليسترين (ploystern, Resin, HA) ولقد برهنت الدراسات بصور المجهر
الألكتروني ظاهرة الروابط النصفية الزراعية (Hemidesmosome-implant) ,
وبصرف النظر عن الوظائف الحقيقية لهذه الروابط أو عن تواجدها بكمية كافية
لكي تكون فعالة ، هناك اتفاق عام أن هناك نوعاً من الالتصاق الحاصل ما بين
الغرسة والبشرة .

أما 95) Van Steenberghe) فيعتقد أن الميل للاقرار بدور هذه الروابط
النصفية حول سطح الغرسة مبالغ فيه ويقول أنه على الرغم من أن وجود هذه
الروابط أمر غير مشكوك فيه إلا هذه التراكيب تشير فقط إلى الأقتراب الكبير
أو التماس الصميمي الذي يؤمن شيء من قوى الالتصاق.

إن الوقائع تبعث على التساؤل لماذا لا يحدث ما يسمى بهجرة الخلايا البشرية
باتجاه النسيج الضام التحتي لتفصل بينه وبين الغرسات المندمجة عظميا من
نموذج برينمارك .

لقد أعاد Gould و (42) Hansson وغيرهم السبب في ذلك إلى ما يدعى بنظرية
النهي بالتماس Contact inhabitation مع النسيج الضام التحتي ، أي تماس هذه
الخلايا البشرية مع النسيج الضام التحتي، وعلى الرغم من موافقة Van
Steenberghe (95) على هذه النظرية ( النهي بالتماس ) إلا أنه رجح أن يكون
هذا النهي بالتماس قد تحقق بسبب ختم كولاجيني ناضج في مستوى العظم أوفي سطح
غير منتظم من الغرسة.

إن التجارب التي أجراهاChehroudi et al (15) في المختبر أثبتت أن النسيج
البشري من الهجرة كان بسبب وجود خلايا مصورة لليف fibroblasts باتجاه
الميزاب وأثبت Crania ذلك على القطط حيث وجد أن هذه الخلايا قد تتواجد إما
على سطوح ناعمة أو في الميازيب فقط وليس على سطوح خشنة.
مهما كانت آلية الارتباط البشري إلا أنها تبدو مشابهة لما هي عليه في
الأسنان الطبيعية و أن اللويحة المتراكمة و غير المسيطر عليها في المنطقة
الميزابية تترافق مع نمو كاذب للارتباط البشري (Pseudo Epithelial
Attachment) بإتجاه النسيج الضام التحتي .

أما الفوارق الروابط النصفية في الارتباط البشري حول الغرسة مقارنة مع
الروابط النصفية الموجودة في الأجزاء المحيطة بالأسنان الطبيعية فلم تتأكد
بشكل نهائي حتى الآن . إلا أن مقارنة النسج الرخوة المحيطة بالغرسات مع
تلك المحيطة بالسن أصبح متفق عليها في كثير من الدراسات (15)




العلاقة ما بين الزرعة السنية والنسيج الضام:
أما فيما يخص النسيج الضام المحيط بالغرسة فوق مستوى العظم فهناك اتفاق تام
على أنه مشابه تماما لما هو عليه حول الأسنان الطبيعية باستثناء واحد هو
غياب (الياف شاربي) أي لا توجد ألياف من هذا النسيج تتدخل في سطح الغرسة
ولكن الكثير من الحالات التي تستند إلى الملاحظة تذكر أن هناك ألياف غرائية
تقترب من سطوح غرسات برينمارك بزوايا صحيحة قادت إلى الاقتراح أن هناك
ارتباط وظيفي (1) والبعض الآخر اقتراح تسمية ذلك بالارتباط الميكانيكي.

إن سطح الزرعة مجرد من الملاط وبالتالي فإن ألياف الكولاجين للمخاطية حول
الزرعة تتصل إلى الجزء الذروي من العظم وتسير بشكل موازٍ لسطح الزرعة وهذا
الاختلاف القائم بين النسج حول السنية والنسج حول الزرعة يعتبر هاماً
جداً.

يحتوي النسيج الضام للمخاطية حول الزرعة كمية أكبر من الكولاجين وكمية أقل
من صانعات الليف عما هوعليه الحال في النسج اللثوية المقابلة وهذا يشير
إلى أن تجدد النسج في المخاطية حول الزرعة أبطأ من تجدد النسج المخاطية حول
السن الطبيعي . CarranZa 2002

أقرّ Berglundh وزملاؤه (1994): بأنه لا توجد ضفيرة وعائية مجاورة للغرسة
حيث أنها ارتشفت بسبب النقص في التزويد الدموي من قبل الرباط حول السني
المفقود، مما ينتج عن ذلك نقص في الآلية الدفاعية تجاه العوامل الممرضة
وباعتبار أن التزويد الدموي قليل حول الزرعة فإن المعالجة بالصادات تكون
قليلة الفائدة .
[ Implant and Restorative dentistry 2001 ]

والخلاصة هنا أن العديد من الباحثين الذين يؤكدون أن النسج الرخوة ما حول
الغرسة متشابهة وظيفياً مع النسج الرخوة ما حول السن ولكنها غير متطابقة
نسجياً، والاختلاف هو في غياب ألياف النسيج الضام المندخلة في الغرسة والتي
قد تغير من قابلية النسج ماحول الغرسة للاصابة بالأمراض.

شروط الإندماج العظمي :
وهكذا نجد أن العلاقة ما بين العظم وسطح الغرسة سميت بالاندماج العظمي
Osseointegration أما العلاقة ما بين النسج الرخوة وسطح الغرسة دعيت
بالختم البيولوجيBiological seal . وكما أن لتشكل الإندماج العظمي شروط
ذكر بعضها سابقا أيضا للختم البيولوجي شروطه الخاصة التي لم تتحدد بشكل
نهائي بعد ولكن ذكر بعضها ألا وهي :
1.نوعية المادة المكون لسطح الغرسة .
2.حالة الغرسة من حيث قابليتها للحركة .
3.إجراءات الصحة الفموية .

الشكل المفضل لسطح الغرسة السنية لتحقيق الإندماج العظمي :
أما حول تعديل شكل سطح الغرسات لتحسين رد الفعل واستجابة الخلايا المصورة
للعظم في المختبر، فلقد قام (61)John C.Keller, et ,al وزملاؤه في معهد
(Dows) للأبحاث السنية ومركز زراعة الأسنان في كلية طب الأسنان -جامعة Iowa
في مدينة (Iowa)، بدراسة حول ردود فعل الخلايا المصورة للعظم تجاه
السطوح المكونة من التيتانيوم والمختلفة عن بعضها فقط من حيث الشكل . فوجد
أن الشكل الأكثر خشونة هو الأفضل في ذلك ووجد أن التقنية المستعملة في
إحداث هذه الخشونة أيضا لها أهمية كبيرة، فلقد استعملوا عدة طرق لإحداث
الخشونة على السطوح التيتانية مثل طريقة التخريش بالقذف الرملي، Sand
blasted أو طريقة التخريش بالحمض (حمض الأزوتHNO3) أو حمض الفلور(HF) و
أيضا طريقة التخريش بالفرك بواسطة أوراق من كربون السيليس (Sic).
وكانت النتيجة أن سطوح التيتانيوم النقي تجارياً والذي يمتاز بخشونة أحدثت
بطريقة القذف الرملي أكثر صلاحية لنمو الخلايا المصورة للعظمOsteoblasts
من السطوح الأخرى التي أحدثت بالسحل أو التخريش الحمضي ،الأمر الذي اقترحت
المزيد من الدراسات الأخرى والتي يمكن أن توضح أهمية شكل السطح على رد
الفعل الحيوي .

يرتبط نجاج الغرسةً كلياً أو جزئياً بنوعية البروتينات الملتصقة على سطح
الغرسة والتي تتوسط الاتصال ما بين الغرسة والعظم بسماكة 200 أنغستروم
تقريباً وتقوم بمنع تبادل الشوراد المعدنية الكامنة من سطح الغرسة إلى
النسج المحيطة، حيث يجب أن يكون سطح الغرسة نقي ومقاوم للتآكل ومغطى بطبقة
من أكسيد التيتانيوم الخامل كيميائياً لمنع تآكل سطح المعدن ، كما وجد أن
خشونة السطح تلعب دوراُ في تحسين رد فعل الخلايا المصورية للعظم .

إن سطح الغرسة لا يملك أي دور فعال في تشكيل العظم بل على العكس يبدو
عنصراً خاملاً inert object يحاط بالتدريج بعظم جديد، بشرط أن يوضع بمواجهة
عظم سليم intact bone غير متلين أو هش وألا تخضع الزرعة لأي
حركةميكانيكية قبل السماح للعظم الجديد بالتشكل .

مدى التلاؤم الحيوي معدن التيتانيوم :
بحث(Kake) وزملاؤه (58)في جامعة هانوفر الطبية (ألمانيا) قسم الجراحة
الفموية وقسم البيولوجيا التحرر المعدني من غرسات التيتانيوم بعد وضعها في
الفك السفلى (دراسة تجريبية )، وفحصوا بها غرسات التيتانيوم بواسطة الماسح
الالكتروني المجهري (S.E.M.) Scaning Electron Microscopy، وبواسطة
تقنيات تحري الجزيئات المعدنية في الجسم الإنساني فوجدوا أن جزيئات من
التيتانيوم قد تخربت و توضعت على سطح العظم أثناء تحضير مكان الغرسة
وبعد\5 أشهر وجدوا أن تركيز التيتانيوم كان واضحا في الرئة أكثر من بقية
الأعضاء الداخلية أما في الكلى والكبد فكانت نسبة التيتانيوم أقل، وكل هذه
النسب كانت أكبر بشكل واضح عما هو في الزمر الشاهدة.
واستخلص من هذه الدراسة أن استعمال فاتح الحلزنة Titanium Screw Tap
واستعمال الغرسات ذاتية الحلزنة Self -Tapping fixtures قد يؤدي لتحرر
جزيئات من سطوحها بسبب نقص في مقاومتها للتآكل، و الجزيئات المتحررة تتوضع
في السطح الفاصل بينها وبين العظم، و وفقاً للمعلومات الجيدة فإن توضع
الجزيئات في الأعضاء الداخلية للجسم (الرئة والكلى والكبد) لم يكون ذو
أهمية بسبب كون التيتانيوم غير سمي ( (not toxic وجيد التحمل well
tolerated)) ومقبول حيويا (Biocompatible ).

تحسين كفاءة الجملة الماصغة بعد معالجتها بالتعويضات المستندة على غرسات برينمارك :
أجريت عدة دراسات حول هذا الموضوع نذكر منها :
أجرى(16) Benzing في جامعة توبنغن في ألمانيا دراسة حول تغير نماذج المضغ
بعد إجراء الزرع في الفكوك السفلية الدرداء ( غرسات مندمجة عظميا)، فوجد
أن اغلب المرضى الذين عولجوا بالعويضات المستندة على الغرسات المندمجة
عظميا تحسنت وظيفة المضغ لديهم وذكروا أنهم يعيشون نوعية جديدة من الحياة،
أعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أن التعويضات المستندة على الغرسات تحسن
من نماذج المضغ ومن حركات الفك السفلي سبب ثباتها الذي يحسن من إرشاد الفك
السفلي في حركاته الوظيفية .
ففي هذه الدراسة أجريت التعويضات المرتكزة على الغرسات المندمجة عظميا في
افواه (16) مريض كان لديهم تعويضات تقليدية . وكانت التعويضات عبارة
عنOverdenture مع Clip To barأو Clip To Dolder bar (وهنا يكون القوس ذو
مقطع بيضوي مجزوء ) وسجلت حركات الفك بواسطة Sirognathograph قبل وبعد
اجراء الزرع والتعويض الملائم، فوجد تحسن في إرشاد الفك السفلي، واتساع في
حواف هذه الحركات وهذا يقود للإستنتاج بتكون أشكال منسجمة في حركات الفك
وكفاءة في فعالية المضغ أكثر.

المقطع العرضي الملائم للزرعة السنية :
أما من حيث الشكل فلقد صنف برينمارك وزملاؤه أشكال المقاطع العرضية
الدهليزية اللسانية للفكوك العلوية والسفلية إلى خمسة اشكال على الشكل
التالي:
(شكلA) وبه تتواجد معظم الحافة السنخية (لا يوجد امتصاص عظمي على الحافة السنخية) .
(شكل(B وبه يكون قد حصل بعض الامتصاص على الحافة السنخية.
(شكل(C وبه يكون قد حصل امتصاص متقدم على الحافة السنخية ولم يتبقى سوى العظم القاعدي.
(شكل(D وبه يكون قد حصل الامتصاص على العظم القاعدي.
(شكل(E وبه يكون قد حصل امتصاص شديد في العظم القاعدي.

استخدام الزرعات في المركب القحفي الوجهي:
إن حالات من نجاح الإندماج العظمي في تدبير الآفات الوجهية القحفية قد تم
ملاحظتها من قبل العالم برنيمارك وزملاؤه ، وقد تمت دراسة الدعم العظمي في
التعويضات الصناعية القحفية الوجهية، وسوف نستعرض بعض الحالات المرضية
وكيف تم التكيفت مع هذا النظام في التعويض :
1- امرأة عمرها 58 سنة تمت رؤيتها في سبتمبر / أيلول عام 1983 من أجل
تقييم ورم خبيث carcinoma في وجهها وقد بينت قصتها المرضية أنها خضعت لأكثر
من 60 عملية في عمر 35 سنة في منتصف وجهها ، في عام 1983 كانت الجراحة
الوجهية الفكية قد تطورت وكانت العمليات المجراة هي قطع فك علوي إزالة
الأنف ، منتصف الحجاج ، الجيوب ، الجدار النصفي للحجاج الأيمن والشفة
العلوية والجزء العلوي من الشفة .
تتم إعادة بناء الشفة العلوية من خلال طعم جلدي مأخوذ من الصدر كذلك تم
تعويض الحجاج عند هذه المرأة بواسطة تعويض بلاستيكي وكذلك الأنف من خلال
الاستفادة من مبدأ الاندماج العظمي، وفي يناير / كانون الثاني من عام 1987
تم تثبيت أربعة مثبتات ( زرعات ) في القسم الوحشي العلوي من حافة الحجاج
العلوية اليمنى وبعد ستة أشهر حدث الاندماج العظمي وتم تثبيت طعم صناعي
وجهي بواسطة مغناطيس مثبت على الزرعات، كما صنع أيضاً طعم صناعي ليدعم
الشفة العلوية ويعطيها نوع من الحيوية ويساهم في عملية المضغ ويتم دعم
التعويض الصناعي بواسطة الأرحاء المتبقية في الفك العلوي وحافة الفك العلوي
المتبقية وتظل هذه القطع مثبتة حوالي أربعة سنوات في مكانها .

2- مريض رجل يبلغ من العمر 60 سنة يعاني من فقد خلقي في الأذن اليمنى تم
إجراء تعويض قحفي وجهي له في منطقة الأذن من خلال زرع أربعة مثبتات في
منطقة العظم الصدغي وبعد ستة أشهر حدث الاندماج العظمي وتم وضع تعويض أذني
صناعي مثبت بواسطة المغانط وقد ظل هذا التعويض الصناعي في مكانه حوالي3
سنوات .

الآن سنستعرض بعض الدراسات ونتائجها تحت مجموعة من العناوين تم الحصول عليها من موقع الجمعية الأوربية للإندماج العظمي: www.eao.org/Copenhagen/abstracts/Oral-present

*هل يستطيع سطح الزرعة أن يؤثر في استجابة العظم ؟
من بين مجموعة كبيرة من المواد المستخدمة في صنع الزرعات السنية القليل فقط
منها قد أظهر ستجابة عظيمة من النسج الحية و هذه المواد الزرعية تحتوي
بشكل عام على سطوح كيميائية مشابهة بصورة نسبية لأباتيت العظم .
هذه المجموعة من المواد تتألف من مواد تحتوي على فوسفات الكالسيوم ca-po4 ,
بالإضافة إلى بعض الأكاسيد المعدنية المتشكلة, و لكن مواد فوسفات
الكالسيوم ca-po4 تحتوي عموما على قوة ميكانيكية ضعيفة, و هي ليست مناسبة
للزرعات السنية, وتستخدم لطلي الجزء الأساسي من الزرعة.
أما بالنسبة للمعادن و خاصة التيتانيوم فإن السبب الأساسي الذي جعلها ناجحة
كزرعة سنية أنها تحتوي على طبقة أكسيد مشابهة لطبقة الهيدروكسي الأباتيت
في العظم.
إن وجود أكسيد التيتانيوم يعطي التيتانيوم القدرة لتتوضع عليه بلورات
فوسفات الكالسيوم وهذا التوضع لن يحدث بدون وجود طبقة الأكسيد هذه.
إن السطح الكيميائي لأكسيد التيتانيوم يمكن أن يعالج بشكل أكبر من ذلك, و
نحن لا نستطيع أن نضعف أو نقلل بل نزيد من الاستجابة العظمية .
إن وجود الفلور يمكن أن يحسن الوظيفة عن طريق دمج شوارد الفلور بأكسيد التيتانيوم.
هذا الإنجاز معتمد على التفاعل الكيمياثي بين العظم و سطح الزرعة, أي لا توجد هنالك علاقة تشابك ميكانيكية بين العظم و سطح الزرعة.

*سطوح الزرعات و العوامل العظمية المساهمة في الجراحة التقويمية:
إن نجاح الأعضاء الصناعية المتصلة بالعظم عن طريق الزرعات كان يعتمد على تثبيت الزرعة المعتمدة .
ويعتمد نمو العظم الداخلي على سطح الزرعة على عوامل كثيرة تصنف إلى أربعة مجموعات رئيسة:
1-العوامل التي لها علاقة بالزرعة: سطح الزرعة الكيميائي بالإضافة إلى تفاصيل سطحها الخارجي topoly
2-العوامل الميكانيكية : الإستقرار ( الثبات ) stability و عوامل تحميل الزرعة.
3-القدرة التجديدية للعظم : كميةالعظم, المعالجة بالأدوية, عمليات الأيض غير الوظيفية.
4-العوامل التي تحث على النمو العظمي: عوامل النمو, مواد الطعوم العظمية, التغطيات بماءات الكالسيوم.


-تم التوصل إلى أن تركيب سطح الزرعة (ذو المسام المعالج بالرمل ) و المطلي
بفوسفات الكالسيوم تؤثر بصورة هامة بالنمو العظمي الداخلي على سطح الزرعة .
-و علاوة على ذلك لقد برهن أن تثبيت الزرعة و النمو العظمي الداخلي له
علاقة بالطعوم العظمية. و المواد المالئة لوحدها أو مع عوامل نمو ( JGIZ-0
and BMP-7 ) .

*أهمية التثبيت الأولي للزرعات من أجل حدوث الإندماج العظمي في العظم المشكل حديثاً :
-هدفت الدراسات الحديثة إلى التأكيد على التثبيت الأولي للزرعة للحصول على
الإندماج العظمي بين التيتانيوم و العظم المحدث بواسطة الأغشية الموجهة
GTR .
-تم استخدام 16 فأراً في تلك الدراسات .
تم رفع شرائح نسيجية على الوجه الخارجي للرأد في الفك السفلي في كلا
الطرفين و الهدف من ذلك هو كشف العظم و بعد ذلك تم عمل ثقوب صغيرة فيه.
-في الطرف الأول تم تثبيت طعم معدني من التيتانيوم بدون تثبيت أولي , أما الطرف الآخر فقد تم تثبيته.
النتائج : بالنسبة للطرف المثبت تم حدوث الاندماج العظمي, أما الطرف الآخر غير المثبت فلم يحدث أي اندماج
عظمي.
أي : إن التثبيت الأولي للزرعات السنية ضروري جداً لحدوث الاندماج العظمي و حدوث الشفاء

*هل يؤثر سطح الزرعة الخشن على صحة النسج الرخوة؟:
-إن التحميل الإطباقي الزائد و الالتهاب حول الزرعة هما السببان الأساسيان في حدوث فشل الزرعة و فشل الإندماج العظمي.
-من خلال الدراسات فقد تبين أنه يوجد علاقة متناسبة بين خشونة سطوح الزرعة و نمو القلح.
-إن خشونة سطح الزرعة له أهمية معتبرة فوق سطوح الزرعات السنية فوق اللثوية و التي تعتبر بيئة مناسبة لإلتصاق العضويات البكتيرية .
-تصنف خشونة سطوح الزرعات من خشن إلى خشن جداً, وهذه الخشونة يمكن أن تؤثر على اللثة .
-عندما تم انقاص قساوة سطح الزرعة أصيحت خشنة بفعل العوامل الميكانيكية أو
بسبب استعمال الحموض و هذا أدى بالطبع إلى زيادة تشكل طبقة القلح الذي
أدى إلى حدوث الالتهاب حول الزرعة.

*السطوح النسيجية الداخلية باستخدام تيتانيوم غي نقي:
المظاهر السريرية:
تم تحقيق نجاح سريري باستخاد تيتانيوم غير نقي مهد له العالم Branemark ,
وبالنسبة لمقياس النجاح اعتمد على الفحص السريري والشعاعي . ولم تتضح
طبيعة الاتصال بين الرزعة و النسج السنية في الحالة زرعة سنية وظيفية جيدة
.
هنالك ثلاثة طرق مستخدمة لتوضيح طبيعة الاتصال بين الزرعة والنسج السينية :

1.تطبيق التقنيات التي تعطي دقة تفاصيل عالية بالمقارنة مع التصوير الشعاعي التقليدي .
2.دراس نموذج الزرعات النسيجية المستحصل عليها من زرعات وظيفية سريرية .
3.التجارب المخبرية المستخدمة لتصاميم زرعات مناسبة
والجزء الرئيسي من الدراسات هو استخدام حيوانات مخبرية.